حكم تارك الصلاة في الإسلام
الحمد للَّه وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فترك الصلاة المفروضة كفر، فمن تركها جاحدًا لوجوبها كفر كفرًا أكبر بإجماع أهل العلم، ولو صلَّى([1])،أما من ترك الصلاة بالكلّيّة، وهو يعتقد وجوبها ولا يجحدها، فإنه يكفر، والصحيح من أقوال أهل العلم أن كفره أكبر يخرج من الإسلام؛لأدلة كثيرة منها على سبيل الاختصار ما يأتي:
1- قال اللَّه تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ*خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُون}([2]). وهذا يدل على أن تارك الصلاة مع الكفار والمنافقين الذين تبقى ظهورهم إذا سجد المسلمون قائمة، ولو كانوا من المسلمين لأُذِنَ لهم بالسجود كما أُذِنَ للمسلمين.
2ـ وقال –سبحانه وتعالى-: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ*إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ*فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ*عَنِ الْـمُجْرِمِينَ*مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْـمُصَلّينَ*وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ*وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْـخَائِضِينَ*وَكُنَّا نُكَذّبُ بِيَوْمِ الدّينِ}([3]). فتارك الصلاة من المجرمين السالكين في سقر، وقد قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الْـمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} ([4]).
3- وقال اللَّه –عز وجل-:{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدّينِ وَنُفَصّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}([5]).فعلق أخوَّتهم للمؤمنين بفعل الصلاة.
4- عن جابر –رضى الله عنه- قال: سمعت رسول اللَّه –صلى الله عليه وسلم- يقول: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة»([6]).
5-وعن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه –صلى الله عليه وسلم-: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر»([7]).
6- وعن عبد اللَّه بن شقيق –رضى الله عنه- قال: «كان أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة»([8]) .
7- وقد حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة غير واحد من أهل العلم([9]).
8-وذكر الإمام ابن تيمية أن تارك الصلاة يكفر الكفر الأكبر لعشرة وجوه([10]).
9- وأورد الإمام ابن القيم : أكثر من اثنين وعشرين دليلاً على كفر تارك الصلاة الكفر الأكبر([11]).
والصواب الذي لا شك فيه، أن تارك الصلاة مطلقًا كافر لهذه الأدلة الصريحة([12]).
10- قال الإمام ابن القيم :: «وقد دلّ على كفر تارك الصلاة: الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة»([13]).
واللَّه أسأل أن يوفق جميع المسلمين للمحافظة على هذه الصلاة العظيمة التي هي أعظم شعائر الإسلام بعد الشهادتين، وأن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين لإلزام من ولاّهم اللَّه أمرهم بإقامة الصلاة، وتيسير الأسباب للمحافظة عليها، وإقامة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
([1]) انظر: تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام،لسماحة العلامة عبدالعزيز بن عبد اللَّه ابن باز ص73.
([7]) أخرجه الترمذي، برقم 2621، والنسائي، برقم 465، وابن ماجه، برقم 1079،والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، 1/6، 7.
([9]) انظر: المحلى لابن حزم، 2/242، 243، وكتاب الصلاة لابن القيم، ص26، والشرح الممتع على زاد المستقنع، لابن عثيمين، 2/28.
([11]) انظر: كتاب الصلاة لابن القيم ص17-26. فقد ذكر عشرة أدلة من القرآن واثني عشر دليلاً من السنة وإجماع الصحابة.
المتواجدون حالياً
إحصائيات الموقع
يحتوي الموقع على
أكثر من | 800 | مقال | |
أكثر من | 1800 | كتاب | |
أكثر من | 3800 | صوت | |
أكثر من | 600 | فديو |