Web Hits أثر مكذوب على الفاروق: يستدل به دُعاة الاختلاط
الاثنين, ديس 28, 2020

!...Discover Islam With Various Languages

  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
    

أثر مكذوب على الفاروق: يستدل به دُعاة الاختلاط

تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

أثر مكذوب على الفاروق: يستدل به دُعاة الاختلاط

كتب سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية: الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-[1]:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فقد اطلعتُ على القصة المنقولة من «تاريخ ابن جرير الطبري» رحمه الله، عن أمير المؤمنين عُمَر بن الخطاب -رضي الله عنه- حيث قال ما نصه:

«فاتَّبعتُه (أي عُمر) فدخل دارا، ثم دخل حجرة، فاستأذنت وسلمت، فأذن لي.

فدخلت عليه؛ فإذا هو جالس على مسح (بساط)، متكئ على وسادتين من أدم محشوتين ليفا، فنبذ إلي بإحداهما، فجلستُ عليها، وإذا بَهوٌ في صُفَّةٍ، فيها بيت عليه ستير.

فقال: يا أم كلثوم: غداءنا.

فأَخرَجَتْ إليه خبزة بزيت في عرضها ملح لم يُدَق.

فقال: يا أم كلثوم ألا تخرجين إلينا تأكلين معنا من هذا؟

قالت: إني أسمع عندك حس رجل!

قال: نعم؛ ولا أراه من أهل البلد.

قالت: لو أردت أن أخرج إلى الرجال لكسوتني كما كسا ابن جعفر امرأته، وكما كسا الزبير امرأتَه، وكما كسا طلحة امرأته!

قال: أو ما يكفيك أن يقال: «أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب! وامرأة أمير المؤمنين عُمَر!!».

فقال: كل فلو كانت راضيةً لأطعمتك أطيب من هذا» اﻫ.

وهذه القصة باطلة، لا تثبتُ روايةً ولا دراية.

أما الرواية: فلأن مدارها على جماعة من الضعفاء، وبعضهم مُتهم بالكذب، وتنتهي القصة إلى مُبهَم لا يُعرَف مَن هو، ولا تُعرَف حالُه، وهو الذي رواها عن عُمَر.

وبذلك يعلم بُطلانها من حيث الرواية.

وأما من حيث الدراية فمن وجوه:

1.       شُذوذها ومخالفتها لما هو معلوم من سيرة عُمَر -رضي الله عنه- وشِدَّتِه في الحجاب وغيرتِه العظيمة وحرصِه على أن يَحجِب النبيُ -صلى الله عليه وسلم- نساءَه حتى أنزل الله آية الحجاب.

2.      مخالفتها لأحكام الإسلام التي لا تخفى على عُمَر ولا غيره مِن أهل العلم. وقد دل القرآن والسنة النبوية على وجوبِ الاحتجاب، وتحريمِ الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يسبب الفتنة ودواعيها.

3.      ما في متنها من النكارة الشديدة، التي تتضح لكل مَن تأملها.

وبكل حال: فالقصة موضوعُة على عُمَر بلا شك:

للتَّشويه من سمعته، أو للدعوة إلى الفساد بسفور النساء للرجال الأجانب واختلاطِهن بهم، أو لمقاصد أخرى سيئة -نسأل الله العافية-.

ولقد أحسن الشيخ: أبو تراب الظاهري، والشيخ محمد أحمد حساني، والدكتور هاشم بكر حبشي: فيما كتبوه في رد هذه القصة وبيان بطلانها، وأنه لا يصح مثلها عن أمير المؤمنين عُمَر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ جزاهم الله خيرًا وضاعفَ مثوبتَهم وزادنا وإياهم علما وتوفيقا وجعلنا وإياهم وسائر إخواننا من أنصار الحق.

وللمشاركة في بيان الحق وإبطال الباطل: رأيتُ تحرير هذه الكلمة الموجزة ليزداد القراء علما ببطلان هذه القصة، وأنها في غاية السقوط؛ للوجوه السالف ذِكرُها وغيرِها.

والله المسئول أن يهدينا جميعا إلى سواء السبيل، وأن يُعيذَنا وسائر إخواننا مِن شرور أنفسنا وسيئَات أعمالِنا إنه سميع قريب.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 


[1] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز (4/ 204-205، جمع د الشويعر).

عزيزي الزائر .. للإستفادة من جميع موارد الموقع يجب توفر لديك البرامج التالية :

        

المتواجدون حالياً

حاليا يتواجد 13 زوار  على الموقع

إحصائيات الموقع

يحتوي الموقع على

أكثر من
800
مقال
 أكثر من1800
كتاب
 أكثر من3800
صوت
 أكثر من600
فديو

 

تسجيل الدخول