Web Hits حفظ الأوقات والإستفادة منها
الاثنين, ديس 28, 2020

!...Discover Islam With Various Languages

  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
  • An Image Slideshow
    

حفظ الأوقات والإستفادة منها

تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

حفظ الأوقات والإستفادة منها

أوجد الله الإنسان في هذه الحياة ليعبده قال تعالى: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ] [الذاريات: 56] وأعطاه القوة والسمع والبصر والفؤاد وعلمه ما لم يكن يعلم وأسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة لكي يشكره عليها باستعمالها في مرضاته والاستعانة بها على طاعته، وجعل له عمرًا محدودًا وأنفاسًا معدودة وكلفه بحفظها فيما ينفعه في دينه ودنياه ووكل به ملائكة حافظين كرامًا كاتبين يحفظون أعماله ويكتبون أقواله وأفعاله من خير وشر فإذا كان يوم القيامة شهدت عليه حفظته وشهدت عليه جوارحه وشهدت عليه بقاع الأرض التي يعمل فوقها وشهدت بما عمل العاملون عليها من خير ومن شر، وينشر له يوم القيامة ديوان أعماله الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فيجزى بما عمل: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ] [الزلزلة: 7، 8] .

فعلى المسلم أن يكون رقيبًا على نفسه محاسبًا لها في كل يوم وساعة ودقيقة ماذا عملت؟ وبأي شيء تكلم به لسانه؟ وما الذي سمعته أذناه ونظرت إليه عيناه ونواه قلبه وبطشته يداه ومشت إليه رجلاه؟ فإن هذه الحواس والجوارح سوف يسأل عنها وتشهد عليه قال تعالى: ]إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً[ [الإسراء: 36] [يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] [النور: 24] وعلى المسلم أن يحاسب نفسه على لفظاته ولحظاته وخطراته وخطواته فيحميها عن الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم والمشي المحرم والبطش المحرم والأكل والشرب المحرم فيحفظ لسانه بذكر الله وجوارحه بطاعة الله حتى يكسب بها خيرًا ويصرفه عن الشر وقد قال تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ] [النور: 30].

وفي الحديث: «النظر سهم مسموم من سهام إبليس من تركه لله أورثه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه»([1]) وإن في الاشتغال بهذه الحواس والجوارح بطاعة الله اشتغالا عما حرم الله، وفي ذلك فائدتان عظيمتان.

إحداهما: صونها عما حرم الله مما يوجب سخطه وعقابه.

والثانية: فوزها بطاعة الله المقربة من رضاه وجنته فإن في الاشتغال بذكر الله اشتغالا عن الكلام الباطل من الغيبة والنميمة واللغو ومدح الناس وذمهم وغير ذلك فإن اللسان لا يسكت أبدا فإما لسان ذاكر أو لسان لاغ ولا بد من أحدهما فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل والقلب إن لم تسكنه محبة الله تعالى سكنته محبة المخلوقين، واللسان إن لم تشغله بذكر الله شغلك باللغو وما هو عليك فاختر لنفسك إحدى الخطتين وأنزلها في إحدى المنزلتين إن العبد إذا نسي نفسه من العمل بما يسعده أعرض عن مصالحها ونسيها واشتغل عنها هلكت وفسدت ولا بد كمن له زرع أو بستان أو ماشية أو غير ذلك مما صلاحه بتعاهده والقيام عليه فأهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره وضيع مصالحه فإنه يفسد ولا بد هذا مع إمكان قيام غيره مقامه فيه فما الظن بفساد نفسه وهلاكها إذا أهملها وضيعها واشتغل عن مصالحها وعطل مراعاتها وترك القيام عليها بما يلحها وهذا هو الذي صار أمره فرطًا فانفرط عليه أمره وضاعت مصالحه وخسر منفعة أوقاته وأحاطت به أسباب القطيعة والخيبة والهلاك ولا سبيل إلى الأمان من ذلك إلا بحفظ الأوقات من أن تضيع سدى معطلة من ذكر الله وطاعته.

وأعظم من ذلك إضاعتها في معصية الله وذلك هو الخسران المبين، فطاعة العبد لربه وذكره له بمنزلة حياته التي لا غنى له عنها ومنزلة الماء عند شدة العطش وبمنزلة اللباس في الحر والبرد وبمنزلة الكن في شدة الشتاء والسموم، فحقيق بالعبد أن ينزل طاعة الله وذكره في جميع أوقاته من نفسه بهذه المنزلة وأين هلاك الروح والقلب وفسادهما من هلاك البدن وفساده فهلاك البدن لا بد منه وقد يعقبه صلاح الأبد، وأما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقد قيل: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك».

وإذا كانت أوقات الغفلة عن طاعة الله وذكره تكون على العبد حسرات يوم القيامة فكيف بضياع الأوقات في معصية الله؟ وفي الحديث: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»([2]) ومعنى ذلك أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين وكل من لا يقوم بشكر ما أنعم الله به عليه فهو مغبون قال الشاعر:

ولا تغبنن بالنعمتين بل اجهد

 

 ولا يذهبن العمر منك سبهللاً

ومن أعظم نعم الله على عباده في هذا الوطن العزيز نعمة الإسلام والصحة في الأبدان والأمن والاستقرار في الأوطان حيث يأمن الإنسان فيه على نفسه وأهله وماله بفضل الله ثم بفضل حكومته الرشيدة التي تحكم بالكتاب والسنة وتقيم الحدود الشرعية التي هي السبب في حماية وصيانة الأنفس والعقول والدين والأنساب والأموال والأعراض.

فعلى المسلم أن يتقي الله في نفسه وأن يحفظ أوقاته فيما ينفعه ويسعده وأن لا يخلي وقتًا معطلاً من عمل ينفعه أو خير يطلبه وأن يحاسب نفسه ليلاً ونهارًا وصباحًا ومساءً في قوله وعمله وفعله وتركه وكلامه وسمعه وبصره وبطشه ومشيه حتى يربح أوقاته ويسلم له دينه ويزكو إيمانه ويقينه ويفوز بسعادة الدنيا والآخرة وتتم له الأعمال الظاهرة والباطنة قال الشاعر:

وأراه أسهل ما عليك يضيع

 

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه

يجب على المسلم أن ينتهز فرص الحياة والشباب والصحة والفراغ بالعمل الصالح ما دام قويًا قادرا صحيح البدن والسمع والبصر قبل أن تضعف قوته وتذهب مقدرته ويمرض جسمه ويكل سمعه وبصره وتذهب أوقاته فيندم حين لا ينفعه الندم ويتأسف على تفريطه وإضاعته وإهماله فيقول: [يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي] [الفجر: 24] [يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ] [الزمر: 56].

وفي الحديث: «اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وحياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك»([3]).

وفي الحديث أيضًا: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه»؟([4]) فعلى المسلم الناصح لنفسه أن يتقي الله ربه وأن يعد للسؤال جوابًا صحيحًا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم([5]).

 

 

 


([1]) رواه الطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد.

([2]) رواه البخاري.

([3]) رواه الحاكم وصححه.

([4]) رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح ورواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

([5]) مواضيع تهم الشباب للمؤلف 38.

عزيزي الزائر .. للإستفادة من جميع موارد الموقع يجب توفر لديك البرامج التالية :

        

المتواجدون حالياً

حاليا يتواجد 13 زوار  على الموقع

إحصائيات الموقع

يحتوي الموقع على

أكثر من
800
مقال
 أكثر من1800
كتاب
 أكثر من3800
صوت
 أكثر من600
فديو

 

تسجيل الدخول