Web Hits مقالات مركز الإسلام | موقع مختص بالتعرف بالإسلام وتعليم مبادئ الدين الحنيف ( عقيدة - صلاة - زكاة - صوم - حج - عمرة - السيرة النبوية ) على ما جاء في القرآن والسنه http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48.html Mon, 28 Dec 2020 14:05:28 +0000 Joomla! 1.5 - Open Source Content Management ar-dz مهارات التكيف مع الحياة الزوجية (2) http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/367--2.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/367--2.html                                    مهارات التكيف مع الحياة الزوجية (2)

س1: عليك أن تتساءلي ما الذي يجعلك تشكين ؟وهل من شيء ملموس؟

س2:إذا لم يكن هناك شيء ملموس إذاً فهي أفكار سلبية ترجع إلى اضطربات في شخصيتك،وعليك أن تسألي نفسك :

·   هل مرت عليك خبرة سلبية مشابهه في الأسرة في مرحلة الطفولة؟

·   هل شاهدتي فلم في التلفاز يروي قصة خيانة؟

·   هل قرأتي قصة خيانة؟

·   هل سمعتي من الصديقات عن الخيانة الزوجية؟

أن الأمور السابقة قد تولد لديك أفكار سلبية.

·   الأفكار السلبية هي التي تولد الشكوك وتكّون لديك مشاعر القلق.

·   ومشاعر القلق والشك ستوجه سلوكاً فيما بعد ويكون ذلك سلوكاً مدمراً للأسرة.

10-خطوات لتفادي الشكوك في الحياة الزوجية:

1.                        محاربة الشك بمحاربة الوسواس.

2.                        الثقة هي الأصل ،وكل ما أعتز الإنسان وافتخر بالثقة في حياته الزوجية ؛وحارب الشك ووجد السعادة.

3.                        المصارحة تتدفع الشكوك .

4.                        حصر دائرة الخلاف الزوجي.

5.                        المواجهة أسلوب علاجي رائع.

6.                        اتركي أسلوب اللوم.

7.                        انظري بمنظار غيرك.

8.                        افهمي دوافع السلوك.

9.                        لا تجعلي من الماضي مرتعاً للشكوك.

10.                    ثقي بنفسك.

كيفية تفادي الغيرة في الحياة الزوجية:

·               لا بد من المصارحة بين الزوجين،بحيث لايكون بينهما حواجز يقف عندها كلا منهما.

·      على الزوجة أن تكون عقلانية لا تنحرف خلف عواطفها ،وما دامت عاطفتها غير مبنية على أسس عقلانية ومنطقية فأي شيء يخطر ببالها تعتبره صحيحاً.

·               إن للزوج دوراً كبيراً في التعامل مع زوجته الغيورة،وذلك بأن يكون صبوراً ولا يحاول حل المشكلة بمشكلة أخرى.

·      عندما تولد مشاعر الغيرة حبذا لو أمكن اختيار أنسب الأوقات مع شريك الحياة والتعبير عن مشاعرك نحوها دون اتهام أو تحقير أو صراخ.

11-تعلمي مهارات المصارحة وفن الحوار :

أحياناً يفكر أحد الزوجين كثيراً لإزالة العوائق من حياته الزوجية، ويغيب عن ذهنه أن العائق الذي يفكر في إزالته قد يتعاون معه الطرف الآخر في تجاوزه لو جلس معه جلسة مصارحة وحوار هادئ في :

-  مكان مناسب.

-  ووقت مناسب.

-  ونفسية متهيئة للاستماع.

-  وكلمات رقيقة بعيدة عن الاتهام والتشهير والتوتر والعصبية.

عندها يعترف أحد الزوجين بتقصيره في هذا الجو المريح، والذي تكسوه المحبة والمودة بألفاظها ولمساتها،تكون النتيجة غالباً العفو والصفح من الطرف الآخر .

ويذكر أحد المستشارين أنه اتصلت به إحدى الزوجات تشتكي من سوء معاملة زوجها لها، فطلب منها أن تحضر وزوجها إليه فحضرا وجلس زوجها على يمين المكتب وهي على الشمال، وقال لها تفضلي قولي ما عندك من ملاحظات ، فتكلمت ربع ساعة ثم التف المستشار إلى زوجها وقال له : تفضل تكلم ، فتحدث ربع ساعة كذلك، ثم تناقشا أمامه فاتفقا من غير تدخل المستشار ، ثم قاما فقبل كل واحد مهما رأس الآخر وشكرا المستشار عندها قال لهما : لكني لم أفعل شيئاً ، فقال الزوجة : " أن نصف الساعة هذه التي قضيناها هنا ، لو أننا كنا نعطيها أنفسنا في البيت، لما بلغ بنا الأمر إلى هذه المرحلة، وإنما هو مشغول عني وأنا مشغولة عنه ومن ثم لا نلتقي ولا نتحاور".

أختي المسلمة : إن هذه المشاكل يمكن التغلب عليه إذا علم الزوجان كيف يديران الحوار بينهما إدارة جيدة، من غير غضب أو توتر.

12.انتبهي ... إنه مختبئٌ خلف الستار ...

كان الزوجان يختلفان حول أمر من الأمور وبدأ الخلاف يتطور إلى شجار بسبب همس يسمعه الزوج،  ولا يرى صاحبه يقول له: هل ترى كيف تهين زوجتك كرامتك؟ ألا تلاحظ أنها تمس رجولتك؟ كيف تسكت؟ كيف ترضى؟ أتغلبك امرأة؟!

وكان الهمس ينتقل إلى الزوجة،  ولا ترى صاحبه أيضاً: لقد تمادى زوجك . حلمك جعله يهينك ويجرح أنوثتك!عليك أن تضعي حداً لهذه الإهانات المتكررة منه،فإلى متى السكوت؟

قال صلى الله عليه وسلم : (أن الشيطان ليضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس،فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنه. يجيء أحدهم فيقول :ما زلت بفلان حتى تركته يقول كذا وكذا ،فيقول إبليس:لا والله ما صنعت شيء؟ ويجيء أحدهم فيقول :ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال:فيقربه ويدنيه ويلتزمه ويقول :نعم أنت)

واستمر الهمس في نفسيهما ،  يشعل فيهما الغضب،  ويؤجج جمر البغض،  ويوسوس لكل منهما على الآخر.

وبينما الزوجان كذلك ظهر صاحب الصوت الذي كان مختبئاً خلف الستار،بعد أن هبت ريح النافذة،  واكتشف الزوجان أن صاحب الصوت هو الذي أوقع بينهما ، وأنه هو الذي زاد خلافهما اشتعالاً واحتداماً وتأزماً فاندفعا يضربانه،  وانشغلا بضربه عن خلافهما الذي هدأ،  وظلا وراءه يطاردنه وهما يضربانه حتى خرج من باب الدار.

وعاد يضحكان بعد أن أدركا أن الخلاف ما كان ليصل بينهما إلى ما وصل إليه من حدة وشجار وعنف .. لولا هذا الذي كان متوارياًٍ يهمس في نفس كلاَ منهما بما لا يسمعه الآخر.

أردت بهذه الحادثة الرمزية أن يتنبه كلاً من الزوجين أن هذا ما يحدث في كل خلاف حاد بينهما،  لكنهما لا يريان هذا الذي يهمس في كل منهما ليشعل الخلاف بينهما. وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الشيطان ليضع عرشه على الماء،  ثم يبعث سراياه في الناس،  فأقربهم عنده منزلة أعظمهم عنده فتنة. يجيئ أحدهم فيقول: ما زلت بفلان حتى تركته يقول كذا وكذا . فيقول إبليس: لا والله ما صنعت  شيئاً! ويجيئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله قال: فيقربه ويدينه ويلتزمه ويقولن: نعم أنت " .

لذلك على الزوجين أن يتذكرا أن الشيطان وقبيله يرونهما من حيث لا يرونه فعليهما أن يحرصا أن يرجعا كل همس يشعل فيهما الغضب إلى جندي من جنود إبليس يقف معهما خلف الستار . فهلا تعاونا الزوجان في ضربه وطرده كما فعل الزوجان في القصة الرمزية؟

13-احذري ...! المعاصي والذنوب ...

قال الفضيل بن عياض رحمه الله:

" إني لأعصي الله تعالى فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي وامرأتي وفأر بيتي".

إن هذا الشعور الذي بينه الفضيل بن عياض يبين أن المعصية لها أثرها على العبد،  فللمعصية آثار عقلية ونفسية وصحية على العاصي،  بل وحتى آثار اجتماعية قال تعالى: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " [ سورة الشورى ]،  فالظلم بين الزوجين معصية لا يرضاها الله تعالى والعلاقة بين الزوجين قبل الزواج معصية، والتقصير في الحقوق الزوجية معصية،  والزواج من غير رضى الوالدين معصية وقد يرتكب الزوجان المحرمات فيرى آثار ذلك على أولادهما أو أموالهما أو صحتهما،  وذلك من عقوبة الذنب في الدنيا قبل الآخرة،  بل أن أبا الدرداء رضي الله عنه بين لنا أن البغض والكراهية من الناس تكون بسبب الذنوب،  حيث قال:

" إن العبد ليخلو بمعصية الله تعالى، فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر".

فعلى الزوجين أن يجددا التوبة دائماً ليتحقق رضى الله عليهما،  فيبارك لهما في زواجهما،  ويتجاوزان هذا العائق للزواج الناجح وهو عائق المعصية،  ثم أن الزوجين لو استقاما وأصلحا أمرهما فسيجدان أثر ذلك في حياتهما الزوجية،  وإن القصص والشواهد في هذا الباب كثيرة جداً.

وإليك هذه العبرة المؤثرة:

·                        (فرقتنا المعصية)

كنا معاً في أطيب حال،  وأهنأ بال،  زوجين سعيدين متعاونين على طاعة الله وعندنا القناعة والرضا،  طفلتنا مصباح الدار،  صوتها يفتق الزهور،  إنها ريحانة تهتز،  فإذا جن علينا الليل ونامت الصغيرة قمت معه نسبح الله،  يؤمني ويرتل القرآن ترتيلا، وذات يوم أردنا أن تكثر الفلوس،  اقترحت على زوجي أن نشتري أسهماً ربوية،  لتكثر منها الأموال،  فندخرها للعيال،  فوضعنا فيها كل ما نملك حتى حلي الشبكة،  ثم انخفضت أسهم السوق،  وأحسسنا بالهلكة فأصبح الدينار فلساً وشربنا من الهموم كأساً،  وكثرت علينا الديون والتبعات،  وعلمنا أن الله " يمحق الربا ويربي الصدقات ".

وفي ليلة حزينة خوت فيها الخزينة تشاجرت مع زوجي،  فطلبت منه الطلاق فصاح: أنت طالق- أنت طالق – فبكيت وبكت الصغيرة،  وعبر الدموع الجارية تذكرت جيداً: يوم جمعتنا الطاعة وفرقتنا المعصية.

·                        طلقتني المعصية:

كنت مولعة بحفلات الأعراس،  وأنا امرأة متحجبة،  وزوجي متدين،  وكثيراً ما كان يحذرني من الاختلاط في حفلات العرس.

فإذا كان الجميع نساء نزعت حجابي، وشاركت في الرقص والغناء،  إني جميلة وأحب أن أسمع النساء في تلك الليلة يقلن: إنها أجمل من العروس فأشبع غروري،  وكان زوجي يوصيني كل مرة بعدم نزع حجابي خارج بيتي،  ويذكرني بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين ربها من ستر".

وذات يوم سافر زوجي إلى إحدى دول الخليج،  وهناك في إحدى الديوانيات تجادل شابان حول بنات دول الخليج أيهن أجمل؟ فقام أحدهم وأحضر شريط فيديو خاص ببلدي،  اشتراه سراً بثمن باهظ،  فيه إحدى حفلات العرس وفوجئ زوجي إذ رآني أغني وأرقص وألفح بشعري،  ونصف صدري عاري.

فأخذ الرجال في الديوانية يشتهون مفاتني،  فلم يتمالك إلا أن خرج مغاضباً وعاد من سفره ونشبت بيني وبينه معركة انتهت بالطلاق،  وأنا الآن معذبة وتعيسة تطاردني الخطيئة في كل مكان.

14-احذري ...! بعض الوصفات الزوجية ( غير مناسبة – ضارة):

لقد تورط كثير من الزوجات في شل حياتهن الزوجية بسبب الوصفات الضارة من بعض النساء مثل قول بعضهن: ( هذا يطمعه فيك ) (عرفيه حدوده ) ( كل شيء حاضر على أمرك ) قد يكون منطلقها من عاطفتها وحبها وقد سقط كثيرات في هذا العائق وانقلب زواجهن الناجح إلى فشل بسبب عدم علمهن بعاقبة هذه الوصفات.

كثير من النساء تسمي أم الزوج عمة أو خالة،  وهذا من باب التقدير لها وهذا شيء طيب.

ولكن يا عزيزتي الزوجة إن هذا لا يكفي بل حسن معاملة أم الزوج له أثر كبير على حياتك ومستقبلك مع زوجك وأبنائك،  فعندما يرى منك حسن معاملتك مع والدته،  حتى ولو كانت قاسية معك أو ذات ألفاظ نابية أو خشونة في المعاملة فإنه سيؤثر فيه تأثيراً بالغاً ولو لم يصرح.

إن أغلب المشاكل بين الزوجة وأم الزوج نتيجة سوء تفاهم واختلاف فهم نتيجة لاختلاف الثقافة والسن والتجربة وكون كل منهما من جيل مختلف عن الآخر وكل منهما تربى على طريقة مختلفة وهنا أهمس في أذن كل زوجة أن تكسب أم زوجها لكي تعيش براحة بال وهدوء نفس فلا تلقي باللوم والعتب على أم زوجها دائماً.

فالزوجة الذكية تقابل مواقف أم الزوج وكلماتها بابتسامة نابعة من القلب ومداعبتها بكلمة لطيفة أو بصمت جميل عندها تمر هذه المواقف والكلمات مرور الكرام،  فمع الزمن تعتادين على ذلك وتعيشين في سعادة بلا حقد ولا مشاحنة.

تهادوا تحابوا

جربي ذلك مع أم زوجك وسوف تتغاضين عن هفواتها وتقابلين شدتها بلين وغضبها برضا وعبوسها بابتسامة وتلطف ،  علماً بأن الأقوال أو الأعمال التي تصدر من أم الزوج تجاهك غالبا تكون نتيجة لأنها تعتبرك مثل ابنتها ،  فهي تأمرك لأنها تحب لك الخير، ولكن لاختلاف الطبائع بين البشر والتربية والتعليم،  كما أسلفت وعدم تقبل زوجة الابن لذلك تحدث بالمشاكل،  بينما لو أظهرت الزوجة موافقة الأم على كلامها والدعاء لها بالخير في وجهها لقضى على كثير من الخلافات في مهدها.

كذلك تقديم الهدايا بين وقت وآخر له أثر فعال،  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تهادوا تحابوا" .

أم الزوج وتدخلاتها

مشكلة تدخل أم الزوج:

غالباً ما يكون تدخل أم الزوج كثيرفي هذه المرحلة؛لأن علاقة الأم بابنها ما زالت قوية.

والحل

1.                        على الزوجة أن تصبر على تدخل أم الزوج وتتفاهم معها بهدوء لتصل إلى حل مناسب.

2.                        الاحترام والحب بينهما يجعل الزوج سعيداً آمناً قرير العين.

3.                        لتعلم الزوجة أن مفتاح قلب الزوج وحبه مخبأ في قلب أمه،فإذا أرادت أن تملكه فلتصل إلى قلب أمه.

4.                        عدم إخبار الأهل بالمشاكل والخلافات الزوجية الخاصة.

16-كيف تجعلينه مهتماً بك؟

هل تشتكين من زوجك عدم اهتمامه بك؟

هل تعلمين أن كثيرات من اللواتي يشتكين عدم اهتمام أزواجهن بهن .. إنما يملكن هن أسباب هذا الاهتمام؟ وأنهن يستطعن كسب اهتمام أزواجهن واستمالة قلوبهم؟

حين تبادر الزوجة بإبداء اهتمامها بزوجها،  ولو تكلفت هذا تكلفاً،  فإنها تضمن مودته ومحبته واهتمامه،  وكذلك تشعره بأنها تعتمد على رأيه في الأمور المهمة وتقدر نصحه.

وعليها أن تصنع الأشياء التي يحبها زوجها حتى لو لم تكن تحبها:

-  فلا ترتدي الملابس المفضلة عندها إذا لم تكن مفضلة عنده.

-  أن تدع زوجها يخرج مع أصدقائه بين فترة وأخرى فالزوجة التي تحب زوجها يجب أن تثق به ويجب أن تعرف أن ذهاب الرجل مع أصدقائه يغسل الكثير من متاعبه وكدره.

أختي المسلمة: إن أهم نتيجة يمكن أن تصل إليها الزوجة من إتباع هذه التوجيهات أنها ستقود إلى علاقة زوجية أفضل .. تجعل كل من الزوجين يشعر أن الطرف الآخر مثالي،  ولا تنسى كوني له أمة يكون لك عبداً ...

17-بنك الحب

لعبة (بنك الحب) لعبة مسلية وناجحة في تنمية الحب بين الزوجين خاصة والآخرين عامة، وهي لعبة تشبه البنك المصرفي في اعتمادها على العمليات المصرفية مثل (الإيداع،السحب)،إلا أنها تختلف عنها في المضمون فالبنك المصرفي يقوم على المال،بينما بنك الحب يقوم على التصرفات والسلوكيات في العلاقة بين الزوجين،وبالتالي اعتبار الأعمال والسلوكيات الإيجابية إيداعات ،وجملتها أرباح ،أما الأعمال السلبية من السلوكيات والتصرفات فيمكن اعتبارها سحوبات وجملتها خسائر.

لماذا بنك الحب؟

في البنك المصرفي تحفظ أموالنا من الضياع ويمكن سحبها ،أما في بنك الحب فتحفظ العلاقة الزوجية بمتابعة حساباتنا من إيداعات وسحوبات ،في البنك المصرفي يشعر الفرد بالأمان والثقة في المكان ،وكذلك في بنك الحب يشعر الزوجان بأنهما ينميان حبهما بمتابعة الأعمال الإيجابية ،فالبنك المصرفي يؤمن لنا استقراراً مالياً،وكذلك بنك الحب يؤمن استقراراً عاطفياً ونفسياً واجتماعياً وأسرياً.

الهدف من لعبة بنك الحب

مساعدة الزوجين في ملاحظة سلوكهما تجاه بعضهما البعض وتقويمه أولاً بأول وإدراك الإيجابي والاستزادة منه،وتجنب السلبي حتى لا ينكشف الرصيد،ومن الآن يمكنكما حساب رصيديكما بالتسجيل أولاً بأول لجميع التصرفات؛فسوف تلاحظان أنكما سوف تزيدان من الإيداعات وتقللان من السحوبات ،متمنين لكما لعبة مسلية وناجحة في تنمية الحب بينكما.

18-احذري ...!! الإهمال التراكمي :

تصرفات لا توليها الزوجة اهتمامها، ولا تكترث بها،  وتحسبها هينة يسيرة،  مع أنها هامة .. وقد تصبح خطراً على سلامة الزواج واستمراره .. إذا استمرت وتراكمت.

من هذه التصرفات:

1-  يتحدث الزوج باهتمام مع زوجته فتلتفت إلى الجوال أو الهاتف أو طفلها الذي طلب منها شيئاً وتذهب لإحضاره له دون أن تعتذر لزوجها أو تحاول استمهال طفلها قليلاً ريثما يتم الزوج عبارته.

2- يطلب الزوج كأس ماء أو عصير فتكلف الزوجة الخادمة أو أحد أولادها بتلبية طلبه،  دون أن تدرك أهمية تلبية طلبه بنفسها.

3-  تضع الطعام لزوجها وكأنها تضع طعام لقطة .. لا اهتمام بطريقة التقديم ولا اكتراث بالصحون التي فيها الطعام،  ولا بترتيبها على المائدة .. ناسية أن العين تذوق قبل أن يذوق الفم!!

4-  أوراق الزوج وأشياؤه عزيزة عليه،  أثيرة لديه.. ومع هذا تحشرها الزوجة في الخزانة وكأنها تحشر أحذية أطفالها القديمة .. دون اكتراث.

5-  تستأذن الزوجة في زيارة أهلها ساعة من الزمان.. وتبقي عندهم ساعتين أو أكثر من دون أن تكترث بإجراء اتصال هاتفي معه تخبره فيه باضطرارها للتأخر،  حتى لو كان الزوج يتجاوز عن هذا التصرف ويبدي للزوجة عدم التضايق، لكن الذي نخشاه هو "تراكم الأفعال الهينة " هذا التراكم يتولد عنده إحساس بأن زوجته مهملة له،  غير مبالية به،  وهذا بدوره يجعل الزوج حاملاً عليها،  ناقماً منها،  كارهاً لها.. ينفجر غاضباً فجأة.

تأملي في قطرة الماء: ما أخفها وأضعفها لكنها لو استمرت في النزول على صخرة لفتتها.

19-تجنبي التوافه الجسيمة:

مشكلات غير جوهرية تنتج عن أسباب تافهة ومكابرة وعناد هي توافه في الحقيقة،  لكن سرعة نموها وشدة تأثيرها وعظم خطرها.. تجعلها جسيمة فعلاً،  تقذف بالحب من النافذة،  وتنهي الحياة الزوجية بعد ذلك.

وهذه التوافه توجه باستمرار إلى أهداف إن لم تصل إليها الآن ،فستصل إليها غداً،  وهذه التوافه تشبه هبات الريح المتتالية التي يمكن أن تزعزع شجرة الأرز الضخمة .

كما أن السلوك التافه كثيراً ما يعبر عن مشاعر أكثر عمقاً ،ويثير -من ثم -غضباً يتصاعد تدريجياً حتى يصل حدود الانفجار.

من هذه التوافه:

1-    تحدثك بأخطاء زوجك أمام الآخرين.

2-    السخرية من عدم قدرته على الكسب.

3-    انتقاد سلوكه.

4-    التعبيرات الحادة في الكلام.

5-    ضحكك أمامه لتذكرك شيئاً ترفضين إخباره به.

وأرجو أن تلاحظي أن جميع تلك التوافه متصلة باللسان " فاحفظي لسانك .. ليحفظك الله ".

اختبار

عندما أختلف مع زوجي وأشعر بأنني أخطأت:

·                        أبادر إلى حل النزاع والاعتذار.

·                        أعترف بخطئي،ولكنني لا أعتذر.

·                        لا أعتذر لأنني لا أحب أن أبدو ضعيفة أمام زوجي.

عودي نفسك:

لا تغيب شمس ذلك اليوم .. وأنتما على خلاف ...

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( نساؤكم من أهل الجنة: الودود الولود العؤود على زوجها التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول لا أذوق غمضاً حتى ترضى ).

فالودود: المتحببة إلى زوجها بالقول الحسن والفعل الجميل والمنظر السار.

والولود: الكثيرة الولادة .

والعؤود: التي تعود زوجها بالنفع عموماً ومن ذلك النفع الأخروي الديني.

لا أذوق غمضاً: من صفاتها الرفيقة الكريمة أنها تأبى على جفنيها النوم حتى يرضى عنها زوجها خوفاً من أن تلقى ربها وزوجها ساخط عليها.

أخيراً ..

إذا وقعتي في محنة يصعب الخلاص منها فليس لكي إلا الدعاء واللجوء إلى الله تعالى بعد أن تقدمي على التوبة من الذنوب .. فإذا تبت ودعوتي ولم تري للإجابة أثراً فتفقدي أمرك،  فربما كانت التوبة غير صحيحة فصحيحها ثم أدعي ولا تملي من الدعاء.

إن العائق الذي يعتري الحياة الزوجية الناجحة قد يكون بسبب ذنب أو تقصير أحدثه أحد الزوجين في علاقته مع ربه،  وأراد الله تعالى أن يلفت انتباه الزوجين إليه،  ليزداد قرباً منه فيزول العائق بكثرة الاستغفار والدعاء،  لأنه من لزم الاستغفار يجعل الله له من كل هم فرجا ً ومن كل ضيق مخرجاً.

وكذلك الدعاء فإنه من يكثر الدعاء متحلياً بآدابه من إخلاص وطهارة واستقبال للقبلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،  وعدم الاستعجال؛ فإنه يستجاب له إذا كان مطعمه حلال ومشربه حلال وإذا جاءك إبليس وقال: كم تدعو ولا ترى إجابة؟ فقل: أنا أتعبد بالدعاء،  وأنا موقن أن الجواب حاصل غير أنه ربما تأخر لحكمة ومصلحة أرادها الله تعالى.

وكم من عائق في الحياة الزوجية قد زال بسبب الدعاء!

14 فكرة لمقاومة الملل الزوجي..

مضت ليلة الزفاف فهل مضى معها الحب والذكريات؟

قد يمر على الزوجين فترات تنقلب فيها المحبة والمودة إلى نفور وبغض،وقد يعتري الحياة الزوجية الملل وذلك بسبب تصرفات الزوجين،فالملل لا يولد من طبيعة الحياة الزوجية نفسها،وإنما يولد بسبب تصرفات الزوجين الناتجة عن قلة الوعي ،وارتفاع نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية والسياسية.

هناك وصايا أساسية لمقاومة الفتور والملل في الحياة الزوجية منها:

1.                        الاحترام المتبادل بين الزوجين.

2.                        أكثر ما يكرهه الرجل أن تكون زوجته نكدية أو كثيرة الشكوى فتحيل حياتهم إلى جحيم .

3.                        اللجوء إلى حل المشكلة من بدايتها عن طريق المناقشة،أما إهمالها فيجعل الحل أكثر صعوبة ،ولا بد أن تخلو المناقشة من التجريح أو لمس كبرياء الآخر أو كرامته ،وتجنبي نبرة السخرية والاستهزاء ،فمن السهل جداً جرح كرامة الآخر ولكن من الصعب علاج هذا الجرح.

4.                        المصارحة بين الطرفين.

5.                        حسن الإنصات ،وعدم المقاطعة ،والاهتمام لما يقوله الجانب الآخر.

6.                        تغيير الحالة الجسمية ساعة الغضب،لتفريغ الطاقة العصبية مثل المشي أو المجلس إذا كان واقفاً.

7.                        زيارة الأهل والأصدقاء.

8.                        الابتعاد الجسدي لفترة مؤقتة ليتم الاشتياق؛كذهاب الزوجة بعض الأيام إلى بيت أهلها.

9.                        أثناء خروج الزوجين في نزهة من الأفضل أن يقوم أحدهما بطرح أحد الموضوعات التي قرأها في كتاب ليتم مناقشتها بشكل شيق،فذلك له دور كبير في إثراء الجلسة.

10.                    النظرة الحانية :فإن لها أثراً كبيراً فعندما تنظرين إلى زوجك أو ينظر هو إليك، فكري أثناء النظرة بمحبته أو بحبه فإنه سوف يقرأ ذلك من خلال عينيك وحركاتك دون أن تنطقي بكلمة واحدة.

11.                    أخبريه بأنك مازلت ترينه وسيماً من وقت لآخر.

12.                    أخبريه بأنك تحبيه.

13.                    خططا لوجبة تصنعانها معاً أو أي عمل في المنزل لزيادة العلاقة الحميمة بينكما.

14.                    اجعلي من نفسك أربع زوجات !وذلك عن طريق التغيير إما في البيت أو النفس ،والتغيير في النفس هو الأهم فلا بد أن تجيد الزوجة فن التنويع في الملبس أو المكياج أو تسريحة الشعر،كذلك على الزوج أن يغير من سلوكه ويجدد الطرق التي يتجمل فيها لزوجته كما تتجمل له.

15.                    على الزوج أن يلاطف زوجته ويداعبها.

16.                    المرح والمزاح بين الزوجين؛فالرجل يعشق المرأة المرحة التي تتمتع بروح الدعابة؟

17.                    الاعتناء بالآخر أثناء مرضه.

18.                    كن على اتصال دائماً بها ،كلمها في اليوم أكثر من مرة، قل لها بصدق إنك مشتاق جداً للعودة إلى البيت ورؤيتها ،اتصل بها فقط لتقول إنك كنت تفكر فيها وأنت كذلك.

19.                    قد تكون المفاجآت الرومانسية بسيطة لكنها لها أثر جميل على من تحب :مثال على ذلك تفاجئيه بعشاء رومانسي.

20.                    الدعاء وذكر الله في جميع الأوقات ،فذكر الله يريح النفس ويشعرها بالطمأنينة.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 01 Dec 2012 15:15:31 +0000
مهارات التكيف مع الحياة الزوجية (1) http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/340--1.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/340--1.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

مهارات التكيف مع الحياة الزوجية (1)

ما هي أخطر علاقة إنسانية ؟

إن أخطر علاقة إنسانية هي (العلاقة الزوجية) وذلك لأنها هي العلاقة الوحيدة التي تؤثر على مستقبل المجتمع .. بل الأمة كلها .. إذا وظفت لتحقيق مقاصدها الصحيحة.. ولأن فيها توظيفاً للكثير من طاقاتها الفطرية.

ولها أثر كبير في تربية الأجيال لأن رؤيتهم لقدوات ناجحة في علاقاتهم الزوجية سيترتب عليها توريث هذا النجاح من الأبوين للأولاد، فيتحقق التوازن النفسي، والاستقرار العائلي ،ويزيد الإنتاج ويكثر العمران المعنوي والمادي بسبب نجاح العلاقة الزوجية.

ومما يؤكد ذلك وصف القرآن الارتباط الزوجي بالميثاق الغليظ ؛حيث لم يعبر عن أي ارتباط آخر بالميثاق الغليظ إلا ميثاق النبوة.

هل تعلمون لماذا؟

من المؤسف أن 86%من حالات الطلاق تقع في بيئة المثقفات،ونُقل عن (سوزان شان) نائبة مجيرة وحدة التنمية الاجتماعية في سنغافورة أن (ارتفاع نسب الطلاق إنما هو بسبب العمران،وارتفاع مستوى التعليم).

 لأن الجامعات والمعاهد علّمت المرأة كيف تكون مدرسة ناجحة وطبيبة ماهرة ،وسكرتيرة متقنة؛لكنها لم تعلمها كيف تكون زوجة سعيدة وربة بيت ناجحة!

ولأن الثقافة الشائعة أقنعت المرأة بأن تكون ذات شخصية مستقلة لا تخضع لأحد ؛أياً كان ذلك الشخص،حتى وإن كان زوجها.

إن نجاح المرأة في إقامة بيت مستقر آمن ..أهم من نجاح المهندس في ورشته،ومن نجاح الطبيب في عيادته،ومن نجاح العالم في مختبره،بل إن هؤلاء جميعاً مدينون في نجاحهم لتلك المرأة الناجحة في حياتها الأسرية أماً كانت أو زوجة.

لماذا الحديث عن التكيف؟ وماذا يعني التكيف؟

نريد بذلك كيف يكون الزواج ناجحاً؛ فالتكيف يعني النجاح من منطلق التعامل واجتياز العوائق التي تعترض نجاح الحياة الزوجية .

اختبار

س/ماهو التكيف في نظرك

ج/يقتضي التكيف أن:

-          أكون كما يحب زوجي وأهله.

-           أكون أنا وزوجي على اتفاق وتفاهم.

-           لا يخالف أحد الزوجين الآخر في رأي أو فكرة

بعد اختيارك للإجابة الصحيحة ،نُذَكِّرُكِ أن هناك صورتين للتكيف مع الحياة الجديدة:

-          تكيف سلبي (تنازل عن المبادئ وتضييع الحقوق).

-          تكيف إيجابي ( تنمية وتعزيز الجوانب الإيجابية ومعالجة السلبيات  والتغلب  على المشاكل واستيعاب تغير المرحلة الاجتماعية).

 العوائق في طريق الزواج الناجح

الأصل الثابت في النصوص الشرعية أن الزواج سكنٌ وراحةٌ وفيه مودةٌ ورحمةٌ ولكن ينبغي أن يُعرِّف المقلبين على الزواج والمتزوجين "بالعوائق التي تعتري الزواج الناجح" مع الترغيب لهم بالزواج لكي يحسنوا التعامل مع حياتهم الزوجية بحلوها ومرها.

وهذه سنة الله في الخلق والحياة، وأن الحياة مبنية على الابتلاء والكبد، فلابد من توقع العوائق والمشكلات التي تعترض حياة الزوجين فيكونا متهيئين نفسياً لذلك ،وكما قيل قد تكون بداية طريق النجاح الفشل؛ فمن لم يفشل، لن يعرف كيف يصل إلى النجاح، ومن بذل الأسباب وصل إلى الأبواب.

التكيف مطلوب مع :

1-شخصية الزوج وطباعه:

فمن المؤكد أن هناك فروقاً واختلاف في بعض الطبائع والأمزجة والقناعات بين الزوجين فلابد من التغلب والنجاح في القدرة على الكسب والتعايش،فقد تكون المشكلة في اختلاف الطبائع والأمزجة بين الطرفين وخصوصاً في الأيام الأولى مما يؤدي إلى كثرة الخلاف بينهما.

فيكون التكيف بالآتي:

الحرص على البعد عن أسباب الخلاف.

عدم الضجر من وجود اختلاف في العادات وتباين في الطباع.

الحرص على معرفة الصفات المتطابقة.

العمل على إيجاد قنوات للحوار والمحادثة.

الحرص على إبراز محاسن شخصية الشريك.

عدم اعتبار عملية التعرف على الشخص المقابل تحدياً؛وإنما ترك الأمور تسير بشكل تلقائي.

افتراض النجاح دائماً وعدم توقع الفشل.

2-الظروف والأوضاع الجديدة:

سواء الاجتماعية أو المادية أو المكانية؛ كأن تنتقل إلى بلد آخر، فمن المهم أن تكون الزوجة متهيئة لهذا التغير، وتسعى للتكيف معه.

أو قد تكون المشكلة في المسكن الزوجي،في عدم توفر مسكن مناسب للزوجين وكثرة التنقل بين الشقق والمنازل؛مما يوجد حالة عدم استقرار نفسي.

اختبار

 كوني واقعية واسألي نفسك:

س:ماذا ستفعلين إذا لم يحقق زوجك توقعاتك،هل ستشعرين بالإحباط والفشل أم ستتغلبين على ذلك

الإغراق في الأحلام الوردية لا ينفع،بل كثيراً ما يضر،فهيئي نفسك لعدم تحقق ما تتوقعينه.

وقد يكون من المناسب أن يتحدث الزوجان معاً عن توقعاتهما حتى لا يصطدما في بداية الطريق،وأن يتحاورا فيما بينهما ،وتكون المصارحة رائدهما في حياتهما الزوجية،فإن ذلك سيقلل من الصدمات الزوجية عند حدوث الأمور غير المتوقعة.

3-أهل الزوج:

لابد من تعزيز العلاقة الطيبة مع أهل الزوج- وأمه بشكل خاص، - والتغلب على طباعهم السلبية واحتوائهم بالمواقف الكريمة والأساليب الذكية.

كيف يكون التكيف مع مشكلة صعوبة الانسجام؟

يكون الحل :

1.                    تحقيق الانسجام الفكري،فلابد أن يتحلى كل طرف بالذكاء والروح اللطيفة المتقبلة لأي نقد،وليعلم الزوجان أن ترديد العبارات: (افهمني- ماعرفت قصدي-حاول أن تستوعب-حاول أن تفهمني) مؤشر لرغبة كل طرف في تحقيق الانسجام والتفاهم ،إذن ليستفد كل منهما من وجود النية الصافية لفهم كل طرف لعقلية الطرف الآخر.

2.                     اخيتار موضوعات معينة للنقاش في المجالات الساسية،أو الاقتصادية ،أو الاجتماعية ،أو التربوية،فعندما تحاور الزوجة زوجها سوف تكتشف طريقة تفكيره وتقويمه للأمور،وتحليله للأحداث ؛فيتولد لديها انطباع أو صورة عامة للمستوى الفكري لزوجها،فتبدأ هي بمعرفة الأمور التي يرغب بمناقشتها والتي ينفر منها .. ومن العبارات التي تنم عن وجود انسجام فكري: (اتفق معك في الرأي –أؤيدك إلى حد ما-لا أتفق معك في هذه النقطة ولكن كلامك صحيح فيما يتعلق بكذا..إلخ)

3.                    لتحقيق الانسجام على المستوى العاطفي والنفسي يجب أن يتفهم كل طرف مشاعر الطرف الآخر؛سواء كانت هذه المشاعر سلبية أو إيجابية وأن يستوعبها تماماً،ويحترم الأسلوب الذي يتم فيه التعبير عن الانفعالات والمشاعر.

ما هو معيار التكيف الناجح في الحياة الزوجية ؟

إن المقياس الحقيقي الذي نعنيه في العلاقة الزوجية هو أن يكون النجاح في الدنيا والآخرة، أي يكون الزوجان ناجحين في حياتهما الدنيوية على وجه يبلغان به رضا الله والجنة ويرجوان امتداد اللقاء والحياة معاً في الجنة.

اختبار

طريقك إلى التكيف (توجيهات ووصايا)

1.     حددي هدفك

كوني واقعية واسألي نفسك:

ما هي نظرتك للزواج؟

لماذا تزوجت؟

إن سعيك لتحقيق هدفك الواضح في حياتك الزوجية يقيك كثيراً من المشاكل ،ويجعلك تتغلبين على كثير من الصعاب؛لأنك ستنظرين إلى هدفك من فوق هذه الظروف،و تتخطينها للوصول إليه.

2.    تذكري وعد النبي للزوجة الصالحة

لو وعد الزوج زوجته باصطحابها معه في رحلة من رحلاته إلى بلد تشتاق لرؤيته لحرصت على طاعته،على الأقل قبل أن تتم الرحلة،حتى لا يحدث خلاف يقرر بسببه عدم اصطحابها معه في السفر!!

ألا يغري الزوجة وعد خير البشرية ،رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لتلك الزوجة الناجحة المحافظة على ود زوجها بأن يدخلها الجنة؟! ألا يغريها ذلك بالحرص على طاعته وإسعاده؟! عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة).

الأجر العظيم:

هل رأيتِ أختي المسلمة ..كم هو عِظَمُ الجزاء الذي تناله من أرضت زوجها بحسن عشرتها وصبرها؟

نجاة من نار جهنم ،وفوز بنعيم الجنة الأبدي..ألا يجعل هذا الثواب الكبير طاعة الزوج-بالمعروف وفي غير معصية-أمراً هيناً يسيراً؟!

3.    اعطي حتى تأخذي

على الزوجة أن تتعلم في حياتها الزوجية أن تعطي حتى تأخذ ..وليكن شعار الزوجة: -كيف أكسبه لا كيف أغيره- لأنها إذا كسبت حبه وثقته تكون قد حصلت على إكسير النجاح في تغييره.

ثم  تنس الزوجة تلك النصيحة الذهبية المختصرة:

4.    حاولي أن تكسبيه قبل أن تغيريه

2-على من تعتمدين؟

يكون الاعتماد على الله تبارك وتعالى ، فمن توكل على الله فهو حسبه، ومن كان الله حسبه تكفل بأمره وذلل الصعاب أمامه وجعله يتخطى العوائق ويجتاز الصعوبات بسهولة ويسر.

فالشعور بمعية الله تعالى أمر مطلوب، وهو ما ذكره موسى عليه السلام عندما قال :

"كلا إن معي ربي سيهدين" [62سورة الشعراء] ،وكانت العوائق تحيط به؛ فالعدو من خلفه والبحر أمامه ، ولكن صدق الإيمان بمعية الله تعالى والاعتماد عليه والتوكل عليه، كان هو سبب النجاة، فكيف إذا كان العائق يسيراً بين الزوجين؟!

3 - هل تعرفين حقه؟

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أطيعي أباك" فقال : والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ قال : " حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها، أو انتثر منخراه صديداً أو دماً ثم ابتلعته ما أدت حق" قالت : والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تنكحوهن إلا بإذنهن " .

كم سيكون الفارق كبيراً لو قارنَّا بين هذه الفتاة وبين فتيات هذه الأيام اللواتي يقبلن على الزواج وهن يحلمن بالزوج، وما سيأخذن منه من حب ،ومال ،واهتمام، ورعاية دون أن تسأل إحداهن نفسها ماذا عليها تجاهه من حقوق كثيرة !!

الإعداد قبل الزواج

فلنعمل على إعداد الشباب والفتيات إعداداً صحيحاً للزواج؛ نبصرهم فيه بواجباتهم مع ما لهم من حقوق .. عسانا ننجح في خفض نسب الطلاق المتزايدة عاماً بعد آخر!

فمن واجبات ومسؤوليات الزوجين تجاه بعضهما والتي أوضحها الإسلام في منهج الأسرة المتكامل ما يلي:

واجبات..

أولاً:ما يجب على الزوج من واجبات ومسؤوليات لزوجته وبيته:

-  واجب الإنفاق على الزوجة ضمن حدود الطاقة،من غير إسراف ولا تقتير ،فالزوج هو المسؤول الأول عن الرعاية الماليه لأهله من حيث تأمين الطعام والسكن والأثاث والملبس والدواء،وغير ذلك من الحاجيات الأخرى بقدر المستطاع دون شح أو تبذير.

-  واجب حسن الصحبة والتكريم والاحترام وعدم الإهانة أو الإساءة،قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف)(19 النساء)،ولقوله صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله ،وأنا خيركم لأهلي)

وقوله صلى الله عليه وسلم : (ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)

-  واجب رعاية الزوجة في حسن أدائها للتكاليف الشرعية ،وتعليمها أحكام دينها ،وهذا الواجب من التكاليف المنوطة بقائد الأسرة وراعيها تنفيذا لأمر الله تعالي: (يا أيها الذين ءامنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)(6التحريم)

ثانيا:ما يجب على الزوجة من واجبات ومسؤوليات تجاه زوجها وبيتها:

إذا كان الرجل هو الذي كُلّف ليمثل الأسرة خارجياً واقتصادياً،فإن المرأة هي المسؤولة عن إدارة الأسرة داخلياً وهي كالتالي:

-    أن تطيعه في كل أمر في حدود ما تطيق ، على ألا يكون ذلك منافياً أي منافاة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

-  حفظ بيت زوجها في حضوره وغيابه ، وفي ماله وأولاده،وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه ،ولا تدخله أحداً إلا برضاه،وتنظيم المنزل.. وغير ذلك من الشؤون المنزلية ؛ولذلك فيه تتمتع بكل تقدير من أفراد الأسرة طالما حافظت على مسؤولياتها الدخلية.

-  تعاهد الأبناء بالتربية الحسنة ، والمتابعة والسؤال عن أحوالهم ،ومعرفة أقرانهم ،والمحافظة عليهم من الانحرافات العقدية والأخلاقية ،وتحصينهم من قراءة المجلات الخليعة ، وسماع الموسيقى المحرمة،ومشاهدة الأفلام الماجنة والقنوات الفضائية والإنترنت؛حيث أصبحت تعلم أبشع الانحرافات الأخلاقية والتي قد تكون سبباً في انتكاسات الفطرة والعياذ بالله.

6.العزم على تحويل الفشل إلى نجاح والمستحيل إلى ممكن

أعطي نفسك فرصة أطول وأطول

نجح محمد الفاتح بفتح القسطنطينية (استانبول)وعمره ثمانية عشر عاماً رغم صعوبة قلاعها وجيشها وحصانتها.

 حاول " كنتاكي " إقناع (1080) شخصاً بخلطته الخاصة للدجاج، وكان يُطرد من كل صاحب مطعم حتى قال له أحدهم، وهو رقم (1080) دعنا نجرب، فجرب ونجحت التجربة، وفتح بعدها سلسلة مطاعمه المشهورة!

حصاد

وهناك زوجة صبرت على شرب زوجها للخمر مدة عشر سنوات، وهي تحاول تغييره وإصلاح حاله ونجحت في هذه المهمة.

وهناك رجلاً مضى له مع زوجته حتى الآن ثمانية أعوام وهي تأتيها نوبات الصرع أربعة أشهر من كل عام، ومع ذلك يرعاها ويصبر عليها ويقوم بكامل  أعمالها المنزلية التي تقوم بها ومازال صابراً وعنده أمل بشفائها

مثل هذه المواقف وغيرها تبعث الأمل في إمكانية النجاح في تغيير الزوج وبلوغ الهدف عند تكرار المحاولات وتجديد التجربة فيتحول عندها الفشل إلى نجاح، والمستحيل إلى ممكن إذا كان عند صاحب الموقف إرادة ثم أمل،  مع توكل على الله واستعانة به.

7.تفهمي حاجات زوجك ..

هناك خمسة حاجات نفسية للرجل:

1.  أن يكون مقبولاً في مظهره.

2.  أن تكون سجاياه الرجولية موضع تقدير.

3.  حاجته لأن يطمئن إلى أنه هو القائد والعائل والموجه والحامي لأسرته.

4.  الإحساس بأنه الشخص الأكثر أهمية في حياة زوجته وأن يكون موضع تقديرها.

5.  حاجته إلى أن يحظى بتعاطف زوجته وتفهمها، ومشاركتها الوجدانية.

إن هذه الحاجات الخمس حاجات مشتركة بين جميع الأزواج، لكن كثير من النساء- لسوء الفهم -بقين على وهمهن بإمكانية تشكيل أزواجهن.

إذا استطاعت الزوجة أن تفهم الطريقة التي يفكر بها زوجها وأن تراعي احتياجاته وتقدرها، وتذكرت أن زوجها مثل سائر البشر له حسناته وسيئاته وله عيوبه وفضائله، فإنها تكون قد وضعت قدميها على طريق الحياة الأسرية الهادئة الناجحة.

6-تعلمي قفز الحواجز ...

أن الزوجين وهما يسيران في حياتهما الزوجية الناجحة لابد أن يتعرضا لعوائق وحواجز، وهنا نقول للزوجين: تعلما كيف تقفزان الحواجز وتتخطيان تلك العوائق. وهناك عدة أمور يمكن أن تساعد الزوجين على ذلك، وتجعل حياتهما الزوجية أكثر نجاحاً وسعادة،ويصبحان أكثر ارتباطاً ومحبة، لأنهما استطاعا أن يتغلبا عليها معاً.

ويمكن إجمال هذه الأمور في أهمها وأقواها تأثيراً ألا وهي :

1)                        معرفة كل من الزوجين حقوقهما وواجباتهما .

2)                        توقع العوائق التي يمكن أن تعترض حياتهما وتفاديهما بالمصارحة ومعالجتها بالحوار الهادئ .

3)                        والأخذ بالأسهل والأيسر .

9-تغلبي على مشكلة الشك والغيرة:

واسألي نفسك عدة أسئلة:

اختبار

س/عندما ينصرف زوجك إلى م طفة بعض أهله والاهتمام بهم:

أ‌.   أفرح كثيراً،وكأنني واحدة منهم.

ب‌.                      أرى أن ذلك أمراً عادياً.

ت‌.                      أشعر بالغيرة والانزعاج.

ث‌.                      أشعر أنني مُهملة.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 01 Dec 2012 00:00:00 +0000
فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/343-2012-11-24-09-02-22.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/343-2012-11-24-09-02-22.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

نبذة مختصرة عن الخطبة:

ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خيَّاط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها"، والتي تحدَّث فيها عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وفضلها في الكتاب والسنة وفي أقوال الصحابة والتابعين، وبيَّن أن الذين يؤذون أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤذون رسول الله، ومصيرهم عذاب الله في الدنيا والآخرة.

الخطبة الأولى

الحمد لله الهادي إلى صراطٍ مستقيم، أحمده سبحانه على إحسانه القديم وفضله العَمِيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الحق المبين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله إمام المتقين وخاتم النبيين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، والتابعين ومن سلك سبيلهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله - عباد الله -، واذكروا وقوفكم بين يديه (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88 ، 89].

أيها المسلمون:

صَون النفس عن الإيذاء، والتجافي بها عن التجنِّي، وحجزها عن العدوان خُلُقٌ رفيع، ومنقبةٌ عظيمةٌ لأُولي الألباب الذين يستيقنون أن عاقبة الإيذاء للمؤمنين بُهتانٌ وإثمٌ مبين يحتمله صاحبه، وينوء بثِقَله، ويذِلُّ ويخزى بمآله يوم يُعرَضُ على ربه، كما قال - سبحانه -: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [الأحزاب: 58].

ولا ريب أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثمًا، وأشدّه ضررًا: ذلك الذي تُسلَّط سهامُه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه، وصحبة نبيه، وحفظ كتابه، والذَّوْد عن حياضه، وتبليغ شرعه من آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهم أجمعين -، وهو إيذاءٌ تتابَعَت حلقاته، وتعدَّدت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوانٍ سافرٍ جعل سيرة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق أم المؤمنين حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها وعن أبيها -، جعل منه ساحةً له متجاهلاً ذلك التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمة - رضي الله عنها - حين قالت له - عليه الصلاة والسلام -: إن الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، فمُرهم فليدوروا معك حيث دُرْت، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تُؤذيني في عائشة، فإنه - والله - ما نزل عليَّ الوحي وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنّ غيرها».

وكيف لا يكون إيذاؤها - رضي الله عنها - إيذاءً له - صلى الله عليه وسلم - وقد كانت أحبَّ الناس إليه؟ كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: «عائشة»، قال: فمن الرجال؟ قال: «أبوها»، وكفى بهذا فضلاً وشرفًا عظيمًا.

وهي التي اختارها الله تعالى زوجًا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أُريتُكِ في المنام ثلاث ليال، جاء بكِ الملكُ في سَرَقةٍ من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشِفُ عن وجهكِ فإذا أنتِ فيه، فأقول: إن يكُ هذا من الله يُمضِه»، ورؤيا الأنبياء وحيٌ لا شك فيه.

وهي زوجُه في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي في "جامعه" بإسنادٍ جيدٍ عنها - رضي الله عنها - أن جبريل جاء بصورتها في خِرقة حرير خضراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.

وفي "مستدرك الحاكم" بإسنادٍ صحيحٍ عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: قلتُ: يا رسول الله! مَن مِن أزواجك في الجنة؟ قال: «أما إنكِ منهنّ».

وقد أخبرها النبي - صلى الله عليه وسلم - بسلام جبريل - عليه السلام - كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عائشة! هذا جبريل، وهو يقرأ عليكِ السلام»، قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ماذا نرى يا رسول الله؟

وبيَّن - صلى الله عليه وسلم - فضلها على النساء بقوله: «كمُل من الرجال كثير، ولم يكمُل من النساء إلا: آسية امرأتُ فرعون، ومريم ابنةُ عمران، .. وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام»؛ أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما".

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لكمال محبته لها، وعظيم منزلتها عنده يُعينها على التمتُّع بما تحب من المباحات، كما جاء في "الصحيحين" عنها - رضي الله عنها - أنها قالت: "لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف"، وفي رواية: "حتى أكون أنا التي أسأَم"، وفي روايةٍ للنسائي: "وما بي حبُّ النظر إليهم، ولكني أحببتُ أن يبلغ النساءَ مقامه لي ومكاني منه".

وقد كان من بركتها على الأمة أن كانت - رضي الله عنها - سببًا لنزول آية التيمم، كما جاء في "الصحيحين" عنها - رضي الله عنها - قالت: "خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء - أو بذات الجيش - انقطع عِقدي، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء، فأتى الناسُ أبا بكر - رضي الله عنها - فقالوا: ما ترى ما صنَعَت عائشة؟ أقامت برسول الله وبالناس وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني أبو بكر، فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرُّك إلا مكان النبي - صلى الله عليه وسلم -، حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم، فتيمَّموا، فقال أُسيد بن حُضَيْر: ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير التي كنتُ عليه فوجدنا العِقد تحته".

وفي روايةٍ للإمام أحمد في "مسنده" قالت: يقول أبي حينما جاء من الله الرخصة للمسلمين: والله ما علمتِ يا بُنيَّة، إنكِ لمباركة، ماذا جعل للمسلمين في حبسِكِ إياهم من البركة واليُسْر.

وكان لها - رضي الله عنها - في الإحسان إلى الخلق، والبِرِّ بهم، وبذل المعروف لهم أروع الأمثال، فقد أخبر عروة بن الزبير أن معاوية - رضي الله عنها - بعث مرةً إليها - رضي الله عنها - بمائة ألف درهم، فواله ما أمسَت حتى فرَّقَتها، فقالت لها مولاتها: لو اشتريتِ لنا بدرهم لحمًا، فقالت: أما قلتِ لي؟

وعن عطاء بن رباح - رحمه الله - أن معاوية بَعَث إلى عائشة - رضي الله عنها - بقِلادةٍ بمائة ألف، فقسَمَتها بين أمهات المؤمنين.

وقد كانت مع كثرة فضائلها - رضي الله عنها - تخشى الثناء وتتّقيه، فقد أخرج البخاري في "صحيحه" أن ابن عباس - رضي الله عنهما - استأذن على عائشة وهي مغلوبة - أي: بمرض الموت - فقالت: أخشى أن يُثنِي عليَّ، فقيل: ابن عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، ومن وجوه المسلمين، قالت: فائذنوا له، فقال: كيف تجدينكِ؟ فقالت: بخيرٍ إن اتقيت. قال - رضي الله عنه -: فأنتِ بخيرٍ إن شاء الله، زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتزوَّج بكرًا غيركِ، ونزل عُذرُكِ من السماء، فلما جاء ابن الزبير قالت له: جاء ابن عباس وأثنى عليَّ، وودِدتُ أني كنتُ نسيًا منسيًّا.

ومما جعل الله في حياتها - رضي الله عنها - من البركة: هذا العلم الكثير الذي رَوَته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك الفقه الغزير الذي حمَله الناس عنها، وحسبُها - رضي الله عنها - مع هذه الفضائل الكثير ما حدَّثَت به فقالت: تُوفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتي وفي يومي وليلتي، وبين سَحْري ونَحْري.

ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواكٌ رطْب، فنظر إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ظننتُ أنه يريده، فأخذتُه، فمضغتُه، ونفضْتُه، وطيَّبتُه، ثم دفعتُه إليه، فاستنَّ به كأحسن ما رأيته استنَّ قط، ثم ذهب يرفعه إليَّ فسقطت يدُه، فأخذتُ أدعو له بدعاءٍ كان يدعو به له جبريل، وكان هو يدعو به إذا مرِض، فلم يدعُ به في مرضه ذاك، فرفعه بصره إلى السماء وقال: «في الرفيق الأعلى»، وفاضَت نفسه - صلى الله عليه وسلم -، فالحمد لله الذي جمع بين ريقه وريقي في آخر يومٍ من الدنيا؛ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" بإسنادٍ صحيح.

وإنها لمناقب وفضائل ما أعظمها وما أقربها، وإنها لخليقةٌ بإشاعتها، جديرةٌ بإذاعتها بين الناس أجمعين قيامًا بحق أم المؤمنين - رضي الله عنها -، ونُصرةً لها، ودفعًا للبُهتان عنها، وحَذَرًا من إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، فقد توعَّد - سبحانه - من اقترف هذا الإثم المبين، فقال - عزَّ من قائل -: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [التوبة: 61].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا عباد الله:

إن من حقوق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمته: التوقير والإجلال لمن وقَّرَه وأجلَّه، والمحبة لمن أحبَّه، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لا يحب إلا طيبًا، كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما - لأم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - حين دخل عليها في مرض موتها قال: "كنتِ أحبَّ نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن يُحب إلا طيبًا، سقَطَت قِلادتُك ليلة الأبواء، وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلقُطها، فأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا) [النساء: 43]، فكان ذلك من سببكِ، وما أنزل الله بهذه الأمة من الرخصة، ثم أنزل الله تعالى براءتكِ من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس مسجدٌ من مساجد الله يُذكَر فيها الله إلا كانت براءتُكِ تُتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار، قالت: دعني عنك يا ابن عباس، فوالله لودِدتُ أني كنتُ نسيًا منسيًّا"؛ أخرجه البخاري في "صحيحه".

وإنا لنقول مع أُسَيْد بن الحُضَيْر - رضي الله عنه، وكان أحد النقباء - لما قال لها: جزاكِ الله خيرًا، فوالله ما نزل بكِ أمرٌ قطّ تكرهينه إلا جعل الله لكِ فيها خيرًا.

وإن من آثار الجناية عليها - رضي الله عنها - والإيذاء: هذا الغضب الذي استثاره، وذلك الحرص والتنادي إلى نصرتها، والذَّبِّ عن ساحتها، وإشاعة فضائلها، وبيان مناقبها، ودراسة فقهها، ونشر علومها، وفي هذا من الخير ما لا يُحيط به وصف، ولا يأتي عليه العَدُّ والبيان.

فاتقوا الله - عباد الله -، واعرفوا لهذه الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدرها، وارعوا حقّها وحقوق سائر أمهات المؤمنين، وآله وصحابته أجمعين، تكونوا عند ربكم من الفائزين بجنات النعيم.

واذكروا على الدوام أن الله تعالى قد أمركم بالصلاة والسلام على خاتم رسل الله: محمد بن عبد الله، فقال - سبحانه -: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خير من تجاوز وعفا.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانة الصالحة، ووفِّقه لما تحب وترضى يا سميع الدعاء.

اللهم وفِّقه ونائبَيْه وإخوانه إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين، وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، يا من إليه المرجع يوم المعاد.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة.

اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم اكفِنا أعداءك وأعداءنا بما شئتَ يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموتَ راحةً لنا من كل شر.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردتَ بقومٍ فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 24 Nov 2012 09:01:56 +0000
عقبات في طريق الزواج http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/342-2012-11-24-08-51-26.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/342-2012-11-24-08-51-26.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

عقبات في طريق الزواج

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد..

أخي المسلم: إن من سنن الله تعالى التي فطر الناس عليها أن كلاً من الجنسين مفتقر إلى الآخر، وأن أحدهما مكمل لصاحبه، وباجتماعهما تحصل السعادة، ويتحقق الخير والصلاح والسرور ولكن وللأسف الشديد إن من عباد الله من يقف حجر عثرة في طريق هذه السنة الربانية، ويكون عقبة كؤودًا أمام الراغبين في تحقيق تلك المنحة الإلهية، ويكون معول هدم للأمة شعر بذلك أو لم يشعر، فهو يساعد بفعاله تلك الحملات المسعورة من قبل الأعداء لصرف الشباب عن الزواج بوسائلهم المختلفة من صحف ومجلات وأفلام ومسلسلات وغيرها ليكيدوا لهم كيدا.

وإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الرجل فهو رب الأسرة قال –صلى الله عليه وسلم- : «كلكم راع ومسؤول عن رعيته.. والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته» كما أن المرأة أيضا تتحمل مسؤولية قررها رسول الله بقوله «والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»

وإذا نظرنا في واقعنا وجدنا معوقات عدة تصد الشباب عن الزواج لعل من أهمها وأبرزها:

أولاً: المغالاة في المهور:

هذه المغالاة التي بلغت حدًا لا يطاق، خاصة بالنسبة لشباب ناشئين.. فترى بعضهم إذا خطب إليه رجل ابنته أخذ يحد شفرته ليفصل ما بين لحمه وعظمه، فإذا قطع منه اللحم، وهشم العظم، وأخذ منه كل ما يملك، سلمها له، وهو في حالة بؤس شديد، مثقلاً بأوزار الديون، التي تكدر عليه صفوه، وتجلب همه وغمه، فتذله بالنهار، وتقض مضجعه بالليل، ويغلي بنارها قلبه.

إن الزواج أصبح بالنسبة إلى أغلب الشباب الناشئ اليوم ضربًا من المستحيل، ولقد أثر هذا الوضع أثرًا سيئًا في المجتمع.. إذ جعل نسبة العوانس ترتفع.. وجعل الفساد ينتشر.. والانحلال يتفاقم.. وانصرف الكثير من الشباب عن الزواج. ولذا غضب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من كثرة المهر، فقد جاء رجل من الصحابة يستعينه، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:« على كم تزوجتها. قال: على أربع أواق، فقال له النبي –صلى الله عليه وسلم-: على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ما عندنا ما نعطيك..» الحديث رواه مسلم.

وهذا عمر الفاروق يدرك بثاقب نظره ما يمكن أن يهدد المجتمع من المخاطر والشرور بسبب المغالاة في المهور، فلقد جاء عنه أنه قال: «ألا لا تغالوا صدقات النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها نبي الله، ما علمنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نكح شيئًا من نسائه ولا أنكح شيئًا من بناته على أكثر من ثنتي عشرة أوقية» رواه الترمذي وقال حسن صحيح. قال شيخ الإسلام رحمه الله: (والمستحب في الصداق – مع القدرة واليسار – أن لا يزيد على مهر أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا بناته، وكان أربعمائة إلى خمسمائة بالدراهم الخالصة، نحوًا من تسعة عشر دينارًا، فهذه سنة رسول الله  من فعل فقد استن بسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الصداق).

قال أبو هريرة –رضى الله عنه-: «كان صداقنا إذ كان فينا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عشر أواق، وطبق بيديه، وذلك أربعمائة درهم» إلى أن قال: «فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله –صلى الله عليه وسلم- اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة، وهن أفضل نساء العالمين في كل صفة فهو جاهل أحمق، وكذلك صداق أمهات المؤمنين وهذا مع القدرة واليسار، فأما الفقير ونحوه فلا ينبغي له أن يصدق المرأة إلا ما يقدر على وفائه من غير مشقة». اهـ.

ولو نظرنا في الواقع العملي في عهد السلف الصالح لوجدنا أن الأمر أيسر بكثير مما هو موجود الآن.. فقد تزوج عبد الرحمن بن عوف –رضى الله عنه- على وزن نواة من ذهب، قالوا ووزنها ثلاثة دراهم وثلث، وهذا سعيد بن المسيب رحمه الله يزوج ابنته على درهمين وهي من أفضل بنات قريش بعد أن خطبها الخليفة لابنه، فأبى أن يزوجها له، وهذه أم سليم جعلت مهرها إسلام أبي طلحة فزوجها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على ما شرطت.

هكذا كانت سيرة السلف الصالح  في شأن المهر، ولا يظن ظان أن ذلك كان من أجل شظف العيش وقلة ذات اليد، فقد كان كثير من الصحابة من الأثرياء فهذا أبو بكر –رضى الله عنه- من أتجر قريش كما تقول عائشة، وهذا عثمان –رضى الله عنه- يتصدق في مجلس واحد بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، وكانت تركته –رضى الله عنه- كما قال الحافظ ابن سعد ثلاثين ألف ألف درهم، وخمسمائة ألف درهم وخمسين ألف دينار.. وترك ألف بعير.. وترك صدقات تصدق بها قيمته مائتا ألف دينار.. وهذا طلحة بن عبيد الله –رضى الله عنه- ترك كما قال والده محمد ألفي ألف درهم، ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار.. وهذا الزبير بن العوام –رضى الله عنه-  ترك خمسة وثلاثين ألف ألف ومائتي ألف.. أي ما يزيد على الخمسين مليون درهم كثير، ولكن هو الامتثال والانقياد لأمر نبيهم محمد –صلى الله عليه وسلم-.

وليعلم الآباء الذين يرون أن رفع المهور ضمان لبناتهم، أن الذي يكره زوجته ويريد طلاقها لا يمكن أن تقف في وجهه مشكلة المال.. بل على النقيض من ذلك فلربما أبغض الرجل زوجته فضارها حتى تفدي نفسها منه فلا تستطيع إلى ذلك سبيلاً فتبقى المسكينة تحت وطأة ذلك الرجل واضطهاده.

ثانيًا: الإسراف والتبذير: ومن العقبات تلك التكاليف التي ابتدعها حفنة من الناس، وتمالؤوا عليها حتى أثقلت كاهل الزوج، ونفرت من الزواج، وذلك الإسراف المهين، والتبذير الرهيب.. في شراء الأقمشة المرتفعة الأثمان، وأدوات التجميل الباهظة الأسعار، والمبالغة الضخمة في تأثيث قفص الزوجية، ناهيك عن إقامة الولائم في الفنادق وغيرها؟ ولنا أن نتساءل: من المستفيد من هذا كله؟ إنها أموال تذهب هدرًا، وتضاع سدى، وتكون حجر عثرة لشبابنا.. ولقد كان أمر الزواج أيسر بكثير، ولكن الناس أنفسهم يظلمون فقد رأى النبي –صلى الله عليه وسلم- على عبد الرحمن بن عوف، ردع زعفران فقال: «مهيم؟ قال: يا رسول تزوجت امرأة، قال: «ما أصدقتها؟ قال وزن نواة من ذهب، قال: فبارك الله لك، أولم ولو بشاة» رواه البخاري ومسلم ، وقالت عائشة :« أولم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على بعض نسائه بمدين من شعير » رواه البخاري فهذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أكرم البشرية وأزكى البرية وهذه أقواله، وتلك أفعاله، فلماذا نضرب بها عرض الحائط ونستمع لثرثرة فلان وعلان : هذا عار وهذا شنار، كيف تزوج ابنتك ولم تصنع لها حفلة تكتب في التاريخ؟ أهي أقل من غيرها؟.. فإلى أولئك البائسين نذكرهم بقول الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

ثالثًا: تربية الأولاد على عدم تحمل المسؤولية:

إن كثيرًا من أجيال المسلمين اليوم لم يجدوا من والديهم إلا الحنان المحض أو الإهمال اللامبالي، ومن أجل ذلك تجد في صفة كثير من أبناء المسلمين اليوم الميوعة والضعف فلا تكاد تجاوز هموم الواحد منهم حدود مطعمه ومشربه وكرته وملعبه.

إن علماء التربية يؤكدون على وظيفة الأسرة في تربية الناشئة على تحمل المسؤولية، وقوة الإحساس بها، ولنا في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قائد البشرية الأسوة الحسنة في ذلك، فقد كان يربي أصحابه على تحمل المسؤوليات فقد اختار –صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد –رضى الله عنه- وهو في السابعة عشرة أو الثامنة عشرة ليقود جيشًا جنوده كبار الصحابة، ثم يأتيه خليفة المسلمين بعد وفاة النبي –صلى الله عليه وسلم- يستأذنه أن يبقى معه عمر بن الخطاب –رضى الله عنه-، وهذه السن هي التي يقضيها الشاب في مجتمعاتنا بين الثانوية والجامعة لاهيًا عابثًا يحرق نفسه وراء شهواته ونوازع نفسه، فهو لا زال في حضيض طبعه محبوسًا، وقلبه عن كماله الذي خلق له مصدودًا منكوسًا، قد أسام نفسه مع الأنعام، راعيًا مع الهمل، واستطاب لقيمات الراحة والبطالة، واستلان فراش العجز والكسل.

فما عسانا أن نجد من شباب عقولها في أقدامها!! شباب لا يتجاوز هم الواحد منهم حدود المطعم والمشرب!! أيصلح أن يكون هذا رب أسرة يتحمل مسؤولياتها؟

أترضى أن يتقدم مثل أولئك لابنتك؟ أوجه هذه الأسئلة إليك أيها الأب اللبيب أو الأخ الحبيب.

أخي رعاك الله: إن تربية الشباب على المسؤولية من أول واجبات الأسرة، والمسؤولية التي يتربى الشباب عليها هي التي تشمل الحياة كلها، والنشاط كله، وأعظمه: مسؤولياته أمام ربه الذي أوجده لهدف، وسخر الحياة له لغاية، ثم مسؤولياته إزاء أمته، ثم مسؤولياته أمام أسرته ونفسه وحياته، ولكي يمارس الشباب مسؤولياته في الحياة فلابد بعد التربية النظر في أن يعطى فرصة الممارسة في الحياة، وأن توكل إليه المهام التي تصقل تجربته وتثري خبرته، عند ذلك يحس للحياة طعمًا، وللمعاناة في سبيل الواجب متعة، وعند ذلك يكون مؤهلاً ليكون رب أسرة.

رابعًا: جشع بعض الأولياء وطمعهم في رواتب بناتهم:

ومن أولئك من فقد الحياء، وانسلخ من الكرامة والشهامة فوصل به الأمر إلى أن يمنع بناته من الزواج من أجل أن يستولي على رواتبهن، تلك الفعلة الشنعاء، والجريمة النكراء، ولكن ما الحيلة وقد استولى حب المال على قلب المرء فأصبح لا يرى إلا ما يحقق شهوته ويشبع نهمته؟ وتبقى المسكينة تمنع من أغلى وأعز شيء، تمنع من الحب الحلال، الحب الذي أباحته شريعة محمد –صلى الله عليه وسلم-، تمنع من الحياة السعيدة، تمنع من حنان وعاطفة الأمومة فتعيش في صراع نفسي، تعيش في هم وقلق بالنهار، وحزن وأرق بالليل ، كل ذلك خوفًا على مستقبلها فالعمر يتقدم بها في كل يوم، بل في كل لحظة.

ألا فليتق الله أولئك وليكفوا عما هم فيه من ظلم لبناتهم وليعلموا أنهم موقوفون ليوم عظيم، كل واحد منهم يقف وحيدًا فريدًا، طريدًا شريدًا، مسلوبًا من كل قوة، محرومًا من كل نصرة، فما لك من الله من عاصم، وليس لك من دونه راحم، يوم تبلى السرائر، وتمتحن الضمائر، وينكشف المغطى، ويظهر المخبأ.

خامسًا: إكمال الدراسة: ومن تلك العقبات قول البعض من الناس : البنت لا تزال صغيرة.. دعها تكمل تعليمها ثم تتزوج، فإذا أكملت التعليم إذا بالقطار قد فات، والطيارة أقلعت...! وشواهد هذا كثيرة، ومن نظر نظرة سريعة في المستشفيات والمدارس والجامعات علم صدق ما قلناه بوضوح وجلاء.

إن الإسلام حث على تعليم المرأة وتعلمها ولكن إذا جاء من يُرضى دينه وخلقه فلابد أن يُزوج طاعة لأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» رواه الترمذي وابن ماجة. ويمكن إن تشترط المرأة مواصلة الدراسة، فإن رغب الزوج بذلك فبها ونعمت وإلا فالزوج أولى بها إن رفض هذا الشرط.

سادسًا: تشويه صورة الزواج من قبل الأعداء:

ومن تلك العقبات ما يتلقفه الناس والشباب من معلومات وتصورات في المقالات والمسلسلات والصحف والإذاعات بطريق مباشر أو غير مباشر، له أثره البين في اختلال النظرة إلى الزواج على أنه شبح ومسؤولية عظيمة، وارتباط وقيد، وما يذكرونه من مشكلات الزواج وسلبياته التي يزعمون، ولا يتطرقون إلى حسناته ومنافعه، وهذا الطرح من التصورات، قلب للمفاهيم، وإفساد للأمزجة.. ألا شاهت تلك الوجوه.

لقد علم أولئك أن في الزواج دفعًا لكيدهم، وإبطالاً لشرهم ، وحصنًا حصينًا لدفع الشهوة، وغض البصر، وحفظ الفرج، فكادوا له كيدًا كبيرًا، فإن الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز وأعنفها، وهي تلح على صاحبها دائمًا في إيجاد مجال لها، ما لم يكن ثمة ما يشبعها، انتاب الإنسان الكثير من القلق والاضطراب، ونزعت به إلى شر منزع، وإليه أشار المصطفى –صلى الله عليه وسلم- بقوله: «إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» والزواج هو أحسن وضع طبيعي، وأنسب مجال حيوي لإرواء الغريزة وإشباعها، فيهدأ البدن من الاضطراب، وتسكن النفس من الصراع، ويكف النظر عن التطلع إلى الحرام، وتطمئن العاطفة إلى ما أحل الله، روى جابر أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- رأي امرأة فأتى امرأته زينب.. فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال :« إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه» رواه مسلم، أضف إلى ذلك أن بالنكاح تحصل الذرية التي تنسي المرء نصب الحياة وأرق العمل حينما، يقول جل جلاله: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) دخل الأحنف بن قيس على معاوية، ويزيد بين يديه، وهو ينظر إليه إعجابًا به فقال: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟ فعلم ما أراد، فقال: يا أمير المؤمنين، هم عماد ظهورنا، وثمر قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول على أعدائنا وهم الخلف منا لمن بعدنا، فكن لهم أرضًا ذليلة، وسماء ظليلة.. إلى آخر ما قال رحمه الله، ثم إن غريزة الأبوة والأمومة تنمو وتتكامل في ظلال الطفولة، وتنمو مشاعر العطف والود والحنان، وهي فضائل لا تكمل إنسانية إنسان بدونها، لذا تحركت في نفس زكريا ، الشيخ الذي لم يوهب ذرية، تحركت تلك الرغبة الفطرية القوية في النفس البشرية، (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) وقال أيضًا: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) إنها الفطرة التي فطر الناس عليها لحكمة عليم في امتداد الحياة وارتقائها.

فالزواج راحة واستقرار وسكينة ومودة ورحمة وألفة وأبناء وأحفاد وأتباع، وقربة وأجر ، وليس بعد قول أصدق القائلين قول؛ حيث يقول جل جلاله (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) كل ذلك مشروط بالتزام حدود الشرع المطهر، وامتثال أوامره ووصاياه.

سابعًا: فقر الزوج وحاجته: ومن تلك العقبات التي تحد من الزواج الاحتجاج بفقر الزوج وعدم استلامه لوظيفة ، فإلى أولئك نوجه لهم قول الله تعالى (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) روي عن أبي بكر الصديق –رضى الله عنه- أنه قال: «أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى: (إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) وروى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة –رضى الله عنه- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف...» الحديث هذا هو منطق الإيمان وليس ما يسود اليوم في بعض الأوساط من المنطلق المادي الذي يحكم تصرفات الناس بعيدًا عن التوكل على الله والاعتماد عليه.. وقد نسي هؤلاء أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن كثيرًا من الأغنياء كانوا بالأمس القريب فقراء لا يملكون نقيرًا ولا قطميرًا.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 24 Nov 2012 08:50:37 +0000
ابنتى والنت http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/274-2012-11-24-12-08-30.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/274-2012-11-24-12-08-30.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

ابنتى والنت

 على بعد مسافة ليست ببعيدة وقفت تراقب ابنتها التى لم تتجاوز العشرين من عمرها وهى تقوم بفتح جهاز الكمبيوتر الذى اشترته لها حديثا .فعلى الرغم من الثقة التى بداخلها تجاه ابنتها الا انها لا تعرف كيف ستتعامل مع ذلك الجهاز الذى سوف يكون خير عون لها فى دراستها.

كلمات ابنتها الليلة الماضية لا تزال عالقة فى اذنيها وهى تراقبها " يتحدثن صديقاتى عبر الأنترنت وأود الأنضمام اليهن فى وقت الفراغ " رفضت بشدة تلك الرغبة واكدت عليها ان الدخول على النت للحاجة فقط وليس للترفيه والتسلية . لم يكن القلق الذى انتابها منذ مجىء ذلك الجهاز آت من فراغ بل تمكن منها عندما علمت ان النت لا يقل ضره عن نفعه ولانها ربت فيها الدين والقيم والمبادىء سمحت لها باستخدامه فى حدود ما امرتها به حتى تلك اللحظة لم تلاحظ اى فعل غريب طرأ عليها ، لكنها انتبهت حينما وجدت ابنتها وقد بدأت فى الدخول على النت . فى البداية وجدت ان الموقع الذى أتت اليه كان خاص بالبحث الذى تعده وعندها شعرت بارتياح وهمت بالخروج من الحجرة لكن سرعان ما عاد القلق اليها ثانية عندما لاحظت اتجاه ابنتها الى الموقع المحذور منه ولم تدرك ذلك الا بعد ان سمعت صوت ابنتها وهى تتمتم باسماء صديقاتها وكأنها تبحث عنهم داخل الموقع .اقتربت منها بحركة خفيفة تبعتها خطوات بطيئة .بقلبا كاد ان يتوقف من سرعة دقاته حتى وقفت خلف ابنتها تماما فأصبحت الرؤية كاملة الوضوح .وما ان وقفت خلفها حتى وجدت اسم لشخص غريب ظهر على شاشة الكمبيوتر شعرت الأم بالأرتباك الذى تملك ابنتها لحظة ظهور ذلك الأسم والقاءه التحية عليها مقدما نفسه لها ، تمالكت الأم اعصابها وهى تحاول ان تتحكم فى الموقف لترى نهاية هذا الوضع المريب . القت ببصرها على ابنتها بعين حذرة يملؤها القلق والترقب فوجدت ابنتها وقد لمست لوحة المفاتيح برعشة تملكت اصابعها وبدأت فى تقديم نفسها لذلك الشخص أحست الأم بنبضات قلب ابنتها المتلاحقة وكأنها فى صراع رهيب سوف يتحدد من خلاله كل شىء . لكن سرعان ما شعرت بارتياح تسلل اليها وابتسامة باتت واضحة على ملامح وجهها عندما وجدت ابنتها وقد ارتسمت على وجهها معالم الأرتباك والتوتر حين طلب منها ذلك الشخص ان يقابلها ليتمكن من معرفتها جيدا وما ان عرض عليها ذلك الطلب حتى وجدتها وقد مدت يدها لتغلق الجهاز ثم راحت فى بكاء شديد  

تأليف: شاهيناز فواز 

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 24 Nov 2012 00:00:00 +0000
الحجاب الإسلامى بين المد والجزر http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/275-2012-11-24-12-07-11.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/275-2012-11-24-12-07-11.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحجاب الإسلامي بين المد والجزر

 كانت عودة الحجاب ملمحاً أساساً من ملامح الصحوة الإسلامية في مرحلتها المعاصرة التي تبدأ مــن سبـعـيـنيات القرن العشرين، وأصبح الحجاب رمزاً من رموز الصحوة وشعاراً من شعاراتها.

والآن ـ وبـعـد ما يقـرب من ثلاثين عاماً، تنوعت وتعددت فيها أشكال المواجهة وميادينها بين الصحوة وأعــدائها ـ لا تزال راية الحجاب ترفرف في ساحة المعركة، ولكن على نحوٍ يختلف كثيراً عما كـانـت عـلـيـه فـي السبـعـيـنـيات في أكثر المجتمعات الإسلامية؛ وهذا الاختلاف في مسألة الحجاب هو ما نحن بصدد توصيفه وتقويمه في هذه الصفحات. ولأن الواقع لا يعطي معانيه ولا يكشف أسراره إلا بإضــافـته إلى ما قبله من الزمن، فلا بد من إضافة بُعدٍ تاريخي يسير بقدر ما يكشف لنا الدورة الكامـلة لنشوء الحجاب وتراجعه.

الأبعاد التاريخية لمعركة الحجاب والسفور في المجتمعات الإسلامية:

يروق للمحللين والعلمانيين المحليين كلما طرحت قضية الحجاب أن يُغرِقوا في التساؤل عن الـدوافــع والأســـبـاب وراء انـتـشـار هذه الفريضة المتزايدة منذ السبعينيات، وهذا تساؤل معكوس حقيقة، لا بد معه من إضــافــة الـبـعـد الـتـــاريخي حتى نرى الأشياء في سياقها الحقيقي، فيصبح التساؤل الصحيح عن الدوافع والأسباب الكامنة وراء تخلي المرأة المسلمة عن حجابها؛ فانحرافٌ فرعيٌّ في التاريخ لا يتجاوز سـبـعـيـن أو ثمانين عاماً (متوسط عمر رجل واحد)، لا يمكن بحال أن يقضي على أصلٍ متجذِّر منذ ما يزيد على ثلاثة عشر قرناً من الزمان كشجرة ضخمة فرعها ثابت، وأصلها في السماء.

ومـن الشواهد العجيبة على هذا الانتقال التعسفي التاريخي من الحجاب إلى السفور أن بعض رواده الكبار (الأصاغر) يشعر المتأمل في سيرة أحدهم كأنه يقرأ عن شخصين، الأول: يرفع رايـــة الحجاب ويدافع عنه، والثاني: يعادي الحجاب ويرفع راية السفور، ونذكر مثالين على ذلك: الأول من مصر، والثاني من تونس. 

ففي مصر: كان أول كُتُبِ قاسمِ أمين: "المصريون" دفاعاً حماسياً عن فضائل الإسلام على المرأة المصرية، ورفعاً من شأن الحجاب، ثم لما تمت إعادة برمجته على أيدي رواد صالون نازلي، أصدر كـتـابـيــه: "تحرير المرأة"، "المرأة الجديدة"، وجعل من نفسه الداعي الأول لفتنة التبرج بين المسلمين.

وفي تونس: سـنــة 1929م وقف شاب عمره يومذاك 26 سنة ـ في إحدى الندوات ـ يرد على امرأة سـافــرة تـدعـــو إلى تحرير المرأة، فقال: "الحجاب يصنع شخصيتنا، وبالنسبة لخلعه: جوابي هو الرفــض، وارتـفــع الضـجيج في القاعة، وانتقل الجدال إلى الصحف، وتابع الشاب الدفاع عن الحجاب بنشر مقالات فـي صحيفة تونسية فرنسية، ولم يكن هذا الشاب سوى المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة نفــســـه الذي قام في اليوم التالي للاستقلال بسحب غطاء الرأس عن النساء التونسيات".

وسار كثيرون في أنحاء العالم الإسلامي على نهج قاسم أمين فأصدروا كتبهم المسمومة، مثل كـتـاب: "امرأتان في الشريعة والمجتمع" للطاهر الحداد في تونس سنة 0391م، و"السفور والحجاب" لنظيرة زين الدين في سوريا في العشرينيات.

واسـتمـرت جهـود المثقفين والمفكرين ـ المتبنين للمنهج التغريبي ـ طيلة الحقبة الاستعمارية في الترويج للـتـبـرج حتى أصـبـح واقــعــاً مفـروضــاً إلى جوار الحجاب، ولما أن أتى عهد الاستقلال وتولى القوميون زمام الأمور عملوا ما عـجــــز عنه الاستعمار، وعمدوا إلى القضاء على البقية الباقية من الحجاب في بلادهم.

يـقـول صحفي ألماني واصفاً فترة إقامته في مصر من 1956 ـ 1961م: "ويكـفي أن تعلم أنه منذ عـشــريــن عاماً فقط كانت كل النساء تقريباً يرتدين الحجاب، أما اليوم فإنه حتى في أكثر المناطق شعبية لم نعد نرى الحجاب".

وفي سوريا مزق رجال "البعث" الحجاب في شوارع دمشق، ومنعوا المحجبات من دخول المدارس بحجابهن.

وفي الجزائر دعـــا "بن بيلا" الجزائريات إلى خلع حجابهن، وقال: إنني أطالب المرأة الجزائرية بخلع الحجاب مــن أجــل الجــزائــر! ، فخرجت العذارى المحاربات من بيوتهن، ونزعن الحجاب لأول مرة منذ أن اعتنقت بلادهن الإسلام.وحقق العهد الاسـتـقـلالـي في المغرب ما لم يستطعه الاستعمار في عشرات السنين.

أما المجاهد بورقيبة فبزَّ أقـرانـه في حرب الحجاب، وأصدر مرسومه الشهير  بمنع الحجاب فـي الـمـؤسـسـات الرسمية للدولة، ودعا التونسيات ألا يُشْعِرْنَ السياح الأجانب بالغربة في بلادهن، ولا يــزال الحجاب محارباً بشدة حتى الآن في تونس، ولكن ما أن بدأ تهافت الفكر القومي مع هـزيمـة يونيو 1967م، حتى عاد الحجاب يتربع على عرشه المسلوب مــــن جديد، وما أصدق القائل: "إن الحجاب لم يكن ثمرة النكسة بقدر ما كانت النكسة ثمرة التخلي عن الحجاب كمظهر من مظاهر التخلي عن الإسلام".

ولو شئنا دراسة تطورات الحجاب منذ بدء عودته في السبعينيات وحتى الآن، فلا بد من انتقاء بلد يصبح نموذجاً معبراً عن أحداث هذه الفترة، ولا نجد أفضل من النموذج المصري في التعبير عنها؛ فهو نموذج ثري بتطوراته وأحداثه ومتغيراته، كما أنه نموذج رائد يراد تسويقه للدول التي لم تبلغ مرحلته بعد.

ولكي تكتمل الرؤية بأن تحتوي على الأبعاد الزمنية الثلاثة: الماضي، الحاضر، احتمالات المـسـتـقـبــل، نـتـناول قضية الحجاب في تركيا، باعتبارها تحتل المرتبة الأولى في التطرف العلماني الرافض للإســــلام، ومـــن ثَمَّ فهي هدف تُدفع معظم الدول الإسلامية دفعاً ـ مع اعتبار تفاوت مواقعها الحالية ـ لبـلــوغه في السنوات القادمة؛ فدراستها وإن كانت تعتبر واقعية بالنسبة لتركيا، إلا أنها مستقبلية بالنسبة لغيرها من الدول الإسلامية.

الحجاب في مصر:

إن ثـراء الـنـمـــوذج الـمـصـري ـ كما سبق ـ يجعل من الصعب تغطيته في صفحات معدودة بتفصيل وشمول، ولذا سننتقي منه أهم المعالم التي تخدم موضوعنا.

أولاً: تـوزيـع الأدوار فـي مـعـركــــة الحجاب والسفور بين السبعينيات والتسعينيات:

لمعركة الحجاب سَمْتٌ متميز؛ فهناك أطراف متعددة، وأدوار متداخلة، وهناك أيضاً صور مخـتـلـفــة للـهـزيـمة والفوز، كما أنها معركة مفتوحة نحسب أنها باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وفـي الـسـاحـــة المصرية يظهر ذلك بوضوح، وتنحصر الأدوار المؤثرة في الأطراف الآتية: 

1 - المؤسسات التعليمية: ويبرز دورها في ثلاثة اتجاهات:

الأول: أخـطـــــرها، وهو السعي للعلمنة الكاملة لمناهج التعليم ـ مع حصار وتحديد لدور المؤسسات التعليمية الدينية، وهذا الاتجاه يظهر أثره في المستقبل بتخريج أجيال تنتمي إلى العلمانية قبل الإسلام.

الثاني: العمل على إضــعـــاف ظاهرة الحجاب في تلك المؤسسات حتى لا تعوق بوجودها جهود العلمنة. وهذا الإضعاف يأخذ شكل مضايقات وحصار ولوائح وقرارات تمنع دخول المحجبات ـ خاصة الـمـنـقـبــــات ـ إلى تلك المؤسسات ـ عاملات أو طالبات ـ ومن أشهر القرارات قرار رقم 113 سنة 1994م الـذي يـمــنـع ارتــداء غطاء الرأس إلا بطلب من ولي الأمر.

الثالث: وهو اتـجــــاه غير مباشر؛ وذلك بتشجيع تحول المؤسسات التعليمية إلى ساحات لهدم الأخلاق والقيم، وتحطيم القيود على تطور العلاقة بين الشاب والفتاة، ويكفي النظر إلى ظاهرة الزواج ـ الزنا ـ العرفي وتزايدها المستمر وأسلوب معالجتها الذي اقتصر على عقد ندوات دينية في تلك الـمـؤسـسـات ـ ذراً للرماد في العيون ـ أحدثت في بعض الأحيان أثراً عكسياً، فأخرجت الظاهرة إلى نطاق النقاش العلني واختزلتها إلى مجرد خلاف فقهي.

2- وسائل الإعلام:

تـقـول إحدى الدراسات: إن أغـلـبـية المجتمع المصري يقع تحت سطوة وسائط الإعلام الرسمية، وأن الـنـسـاء خاصة يقبـلـن عل مشاهدة برامج التلفاز أكثر من الرجال، وفي أحد استطلاعات الرأي الـهـامة، كان هناك عامل مشترك بين الموافقات على أن دعوة قاسم أمين تقدمية، هو مشاهدة برامج التلفاز والراديو.

لا شك أن الإعلام أصبح يلعب دوراً خطيراً في محـاربة الحجاب عبر منابره المتعددة، وله في ذلك أساليب متنوعة ـ مباشرة وغير مباشرة ـ فهـنــاك الهجوم المباشر الفج الذي يسخر من الحجاب، أو يُرجِع دوافعه إلى مشاكل اجتماعية ونفسية ومادية.. إلخ. ومنها تخصيص الهجوم بفئات معينة من المحجبات مـثل: الفنانات التائبات، ومهاجمة كل من له دور في حجابهن من العلماء والدعاة، ومـنـهــا الـتـركـيـز على عدم ارتباط الـحـجــــاب بمستوى معين من الأخلاق، وارتباط صور معينة من الحجاب ـ الـنـقـــاب ـ بارتكاب جــرائــم متنوعة، ومن الأساليب غير المباشرة مهاجمة التيارات الإسلامية ورموزها، واتهامها بالتطرف، وربط انتشار الحجاب بفكر هذه التيارات ـ المتطرفةـ ومنها اختزال المواد الديـنـيــة ـ ما أمكن ـ؛ خاصة أن الدراسات تثبت أن زيادة الإعلام الديني تؤدي إلى إشاعة مناخ ديـنـي عــــام في المجتمع وسرعة انتشار الأفكار الدينية، ومن تلك الأساليب القذرة إشاعة الفاحشة بين المسلمين وتجريئهم عليها؛ فمع تدني الأخلاق وغلبة الشهوات لا يكون هناك مجال للحديث عن الحجاب.

3 - الأسرة:

تـفـكـك الأســــــرة وضعف دورها الرقابي من سمات المجتمعات العلمانية الغربية التي يريد العلمانيون في بلادنا محاكاتها حذو القذة بالقذة، وبينما تُظهِر الأبحاث ـ عن فترة السبعينيات ـ أن حـوالـي 60% من المحجـبـات أقررن بموافقة كل الأسرة على ارتداء الحجاب، فإن الأمر يختلف حالياً مع تعـدد الهجمات الموجهة للأسرة ولدور الرجل فيها، وإذا قلنا: إن موقف الأسرة تجاه الحجاب ينحصر في ثلاثة أمور: التشجيع ـ السلبية ـ الرفض؛ فالواقع الحالي يشهد بأن الزيادة الكـبـيـرة كـــانت من نصيب الموقف الثاني (السلبية)، والموقف الثالث حظي بزيادة قليلة خاصة بالنسبة لصور معينة من الحجاب (تغطية الوجه والكفين)، وكان النقص من نصيب الموقف الأول.وهناك أطراف أخرى يفترض أنها تمثل الإسلام في معركة الحجاب والتبرج وهي: 

4 - المؤسسات الدينية الرسمية:

وتنحصر في مشيخة الأزهر ودار الإفتاء والهيئات التابعة مثل: المجلس الأعلى للشؤون الإســــلامية، ومجمع البحوث، ووصفها بالرسمية ينبع من أمرين، أحدهما: أن تعيين رجالها يتم بقرارات حكومية، والثاني: تحولها عرفاً ـ وإلزاماً أحياناً ـ إلى تبني الموقف الرسمي من الـقـضـايــا المعدَّة سلفاً وتكلف تطويع أحكام الشريعة لها. وبالنسبة لقضية الحجاب، فإن أغلب النقد الموجه لهذه المؤسسات ـ حتى فترة قريبـة ـ كان ينحــصر في المــوقـف السلبي مـن تدعيمه، والدعوة إليـه والتـعرض لمهاجميه، وهذا لا يمنع من بعض مواقف قوية، كما حدث في الرد على القرار السابق لوزير التعليم؛ حيث صـــدرت فتوى بمخالفته للشرع إلا أنه في السنوات الأخيرة تطور الوضع إلى مزيد من الـسـلـبـيــــة، بل إلى مهاجمة الحجاب أحياناً، متمثلاً في بعض صوره واتهامها بالتطرف (النقاب)، كــمــا اقترن ذلك بالتهاون في إلزام الطالبات ـ في مدارس الأزهر وكلياته ـ بالحجاب الشرعي الصحيح.

5 - العلماء والدعاة الـمسـتقـلون:

وأغلبهم في الأساس من خريجي كليات الأزهر والعاملين فيه، ويزداد تميزهم مع تزايد تـبـنـي الـمـؤســســات الدينية للمواقف الرسمية في مختلف القضايا، ورغم التضييق عليهم إلا أن تأثيرهم واضـــح مــن الرأي العام، وموقفهم من قرار وزير التعليم بمنع الحجاب كان قوياًَ، حتى طالب بعضهم بمحاكمته، ومنهم د. محمــود مزروعــة، د. محمــود حمايــة، د. محمـد المسير، د. عبد الحـي الفرمــــــاوي، د. عبد الغفار عزيز، د. يحيى إسماعيل... وغيرهم.

6- الـحـركـــة الإســلامـية:

كان لها الدور الفعال في نشر الحجاب في المجتمع المصري، وانتشارُه في الجامعات الـمصرية أحد مظاهر النشاط الإسلامي فيها، والدراسة السابقة عن ظاهرة الحجاب في السبعـيـنيات أظهرت أن 05% من المحجبات وغير المحجبات يُرْجِعن انتشاره إلى تزايد نشاط الجـمـاعـــــات الإسلامية بل هو السبب الرئيس، وتظهر هذه العلاقة كذلك في فترة التسعينيات، ولكن في الاتجاه المعاكس؛ إذ من الملاحظ ارتباط تراجع معدلات الحجاب عامة، والحـجــــاب الـشـرعي الصحيح خاصة مع تزايد التضييق على النشاط الإسلامي في مختلف الميادين وعلى الأخص في المدارس والجامعات.

 "إن المحجبة تظهر في سمت عفريت" هـــذه الـعـبــــارة لن نتعجب إذا قالها علماني حقود، ولكن عندما نعلم أنها صدرت من عالم داعية في وزن الشـيـخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ نقداً لبعض صور الحجاب فإننا نصاب بدهشة عظيمة لهــذا الخلط الواضح في الأوراق، والأدوار. أين كان يقف الشيخ؟ وكيف يجعل نفسه مشابهاً لعـلـمـانـية فجة مثل أمينة السعيد، تصف المحجبات ـ اللاتي يرتدين الزي نفسه الذي ينقده الشـيـخ ـ بأنهن يرتدين "ملابس تغطيهن تماماً، وتجعلهن كالعفاريت"

إن هــــذا الخلط الذي أصاب عدداً من المفكرين والدعاة ـ ممن أصبحوا يمثلون تياراً قوياً ـ هذا الخلط أحدث بدوره خلطاً في مفاهيم الناس حول الحجاب ـ وهو ما سنبينه بعد قليل ـ وجعل من هفواتهم وسقطاتهم تكأة لكل من أراد الطعن في أحكام الشريعة بأسلوب باطني استغلالاً لتلك الهفوات والسقطات.

ثانياً: الحجاب والتدين:

هناك ُبعدان لدراسة العلاقة بين الحجاب والتدين:

الأول: الارتباط بين الالتزام بالحجاب، والالتزام العام بأوامر الشرع.

الثاني: الارتباط بين معدل ارتداء الحجاب ومستوى الحالة الدينية للمجتمع.

فبالنسبة للبعد الأول:

يـتـمـثـل فـي دوافــع ارتداء الحجاب، والحالة الدينية للمرأة بعد إضعافها.

أمــــا عـن الدوافع: فلا خلاف في أن ارتداء الحجاب في السبعينيات كانت دوافعه دينية مباشرة، ووفـقــاً لأحد البحوث الاجتماعية كان 90% من الأسباب الدافعة للحجاب ـ كما أقرت المحـجـبــات ـ تدور حول الخوف من الله ـ من عذاب الآخرة ـ الرغبة في الجنة ـ يقظة الضمير الدينـي.. إلـخ، ولـكـــن مـــع مرور الوقت وانتشار الحجاب بين فئات المجتمع تحول ـ عند بعض الناس إلى ما يشبه الـعــرف الــعـام، والتقليد المتبع، ونشأت أجيال كان ارتداؤهن للحجاب ينبع من كونه تقليداً أو عرفاً أو ضـغـطــاً اجتماعياً قبل أن يكون أمراً شرعياً، ويقوِّي هذا الرأي تزايد نسبة المحجبات اللاتي يرتـبط حجابهن بأمور مثل: الزواج، تقدم السن، ولا يشمل ذلك ـ بالطبع ـ كل المحجبات، وخاصة اللاتي ينتمين إلى التيارات الإسلامية بمعناها العام. وهذا التحول بالحجاب إلى تـقـلـيـد ـ لــدى الـكـثـيـرات ـ لم يـكــن حتمياً، وإنما كان مدعماً بأمرين: عدم إتاحة الفرصة لتعميق هذه الظاهرة وتقوية ارتباطـهــا بأصلها الديني المباشر من قِبَل العلماء والدعاة، والحرب المعلنة على الحجاب التي يؤرخ بعضهم بَدْأها من عام 1981م.

أمـا بالنسبة للحالة الدينية للمرأة بعد ارتداء الحجاب، فهنا نجد أنفسنا ـ وفقاً لما سبق ـ أمام ثلاث حالات:

الأولى: مــن ارتدت الحجاب عرفاً أو طاعة لوليٍّ (زوج ـ أب) أو لأسباب أخرى، لكن ليس لوازع ديني.

الثانية: من ارتدت الحجاب التزاماً انتقائياً وليس عاماً بأحكام الشرع.

الثالثة: وهي التي يشكل ارتداؤها للحجاب أحد مظاهر التزامها العام بالشرع.

 فالمحجبة في الحالة الأولى لا يترتب علـى حجابـهـا ـ في معظــم الأحيـان ـ تغـيــر واضـح فـي السـلوك أو الطاعات، وهي تنتمي غالباً ـ إلى الفئة السلبية دينياً في المجتمع، والتي ليس لها موقف واضح من عوامــــل الإفساد، ويصل التعارض بين السلوك ـ عند بعضهن ـ لدرجة التناقض، مما يساهم في تـشـويـه الصورة العامة للمحجبات، ويدفع كثيراً من الجهال لاتهام الحجاب نفسه؛ ولا يفوت الأقلام العلمانية أن تستغل هذه الفئة في حربها على الحجاب. أمـــا في الحالة الثانية فالمرأة دفعها وازع ديني للحجاب، ومن ثَمَّ فهي تحرص على عدم التناقــض بين زيِّها وسلوكها، ولكن في إطار عرفي، بمعنى البعد عن كل ما ينتقد المجتمع صدوره عـــــن المحجبة، أو ما يعيبها خارج بيتها، وهذا بالطبع غير منضبط؛ فالمجتمع يتعارف ـ في كـثـير من الأحيان ـ على ما يخالف الشرع، ولذلك فالمحجبة في هذه الحالة لا ترى بأساً في المصافحة أو النظر أو الحديث مع الرجال أو الاختلاط المسموح به عرفاً لا شرعاً، ولا شك فـي مـيـوعـة هذا الوضع، وإن كان أقل من الحالة الأولى، وأنه يجعل للمحجبة قابلية قوية للوقوع في بعض صور الانحراف المناقضة لحجابها، خاصة مع توفر عوامل مثل: صغر السن، الوســــط الـمـلائـم (الجامعة مثلاً) انتشار الفساد، ضعف رقابة الأسرة. 

وتـنـتـمي المحجبة ـ في هذه الحالة ـ إلى الفئة المحافظة دينياً التي تقف موقفاً واضحاً من مظاهـر الفساد، وإن كانت تتعاطى وسائله في الوقت نفسه (التلفاز ـ الاختلاط ـ... إلخ).

أما الثانية: فـحـجـابـهـا منذ البداية كان مقترناً بالتزام عام بالشرع؛ لذا تتوفر في حالتها الضوابط اللازمة لتوافق الـسـلــــوك مع الزي، مع انتماء أكثرهن للتيارات الإسلامية ـ ولو شعورياً ـ.وعـند المقارنة بين نسبة توزع المحجبات على هذه الفئات الثلاث في السبعينيات بمثيلتها حالــيـــــاً نجد تغيراً واضحاً؛ حيث زادت نسبة محجبات الحالة الأولى زيادة ملحوظة، فأصبحت تقارب الحالة الثانية، بينما حدث تراجع في نسبة محجبات الحالة الثالثة.

البعد الثاني لـلـعـلاقــة بين الحجاب والتدين: وهو ارتباط معدل ارتداء الحجاب بالحالة الدينية السائدة في المجتمع. من المسلم به أن المجتـمـــع الصغير هو الأسرة أو العائلة، وتأثر المرأة بأسرتها في ارتدائها للحجاب أو عدمه حقيقة أثبتتها الدراسات؛ فكلما زادت نسبة المحجبات في الأسرة كان ميل الفتاة نحو التحجب أقوى.

وفيما يتعلق بالمجتمع الـكـبـيــر نلاحظ هنا اتجاهين مختلفين: فبينما نجد من الثابت أن انتشار الحجاب في السبعينيات كــــان أحد مظاهر إقبال الناس على الدين وعودتهم إليه، وأن التراجع في مستويات الحجاب يـقـترن أيضاً بانتشار موجات من الانحلال الخلقي في المجتمع، خاصة مع سهولة استقبال الإعــلام الإباحي عبر القنوات الفضائية، مع ذلك، فهناك اتجاه آخر لتأثير المجتمع في الحجاب، وهو أن استمرار الانحلال الخلقي وانهيار القيم يكون سبباً معاكساً لإفاقة الناس ورجوعهم إلى الدين، ولكن بعد حين.

ثالثاً: الحجاب والفئات الاجتماعية:

إعطاء معدلات عامة عن الحجاب في المجتـمـع الـمصري لا يعبر بدقة عن حقيقة الوضع؛ فهناك فئات اجتماعية متعددة ومتداخلة يتفاوت تأثـرهــا وتفاعلها مع هذه القضية تفاوتاً ملحوظاً. وفـيـمـا يتعلق بالحجاب يمكننا أن نقسم المجتمع في مصر وفق هذه الاعتبارات: الطبقة الاجتماعية ـ الريف والحضر ـ الفئة العمرية والحالة الاجتماعية. باعتبار الطـبـــقة الاجتماعية: فإن الطبقة المتوسطة تمثل الصدارة؛ من حيث ارتفاع معدل ارتداء الحجاب بـيــن نسائها، ويقــل الالتـزام بالحجاب مـع ارتفاع المـؤشـر الاجتماعـي الطبقـي أو انخفاضـه(28)، وإن كان هــذا لا يمنع من وجود الحجاب في جميع الطبقات، ويكفي أنه نجح في غزو طائفة من أهل الفن.

ولو نظرنا إلى الريف والحضر فإننا نجد أن الريف بطبيعة تكوينه الاجتماعي والثقافي يكون أقل تأثُّراً بالتغيرات الـسـياسية والثقافية والأخلاقية العامة من المجتمع الحضري، ولذلك لم يختفِ الحجاب من الريـف إبـان السـتـيـنـيات كما حدث في المدينة، بل استمر تقليداً يُحرَص عليه، حتى توافق مرة أخرى مع مجـتــمـــع المدينة في السبعينيات. ولكن نتيجة لارتفاع معدلات التعليم ذي التوجه العلماني، واتسـاع تأثير الإعلام، وكذا ارتفاع معدلات الهجرة من الريف إلى المدن، لم يعد تمسك المجتمع الـريـفـي ـ حالياً ـ بالحجاب كما كان أولاً. ووفـقـاً للاعتبار الثالث، وعلى عكس الغرض الشرعي من الحجاب وهو منع الفتنة، وأن المرأة كـلـمـا صـغـر سنها زاد الافتتان بها، على العكس من ذلك نجد أن نسبة ارتداء الحجاب في مصر تزداد مع تقدم السن، حتى إنه قلما تجد امرأة تجاوزت الستين سنة من العمر متبرجة ـ من نساء الطبقة الوسطى ـ وفي المقابل يقل إلى درجة كبيرة اقتران الحجاب بوقت البلوغ، ثم يرتفــع تدريجياً مع ارتفاع الفئة العمرية، وتتزايد معدلات الحجاب مع الزواج عنها قبله.

رابعاً: الحجاب في مصر، أنماط وأشكال متعددة:

"فـلانة المحـجـبـة" وصف نسمعه كثيراً عند التعريف بامرأةٍ مَّا، ولكن هل يتخيل السامع صورة معينة لزي هــذه المرأة؟ أم أن هناك عدة صور وأشكال للحجاب تتداعى في مخيلته، أحدها فقط هو الزي الحقيقي لها؟

لقد أصبح الحجاب مـصـطـلـحـاً فضفاضاً، وأُهمِلت ضوابطه، وعند أول مقارنة بين مدلول كلمة الحجاب في الواقع ومدلولهـا الأصـلــي فـي الشرع نجد بوناً شاسعاً، وقياساً على ما اشتهرت به اللغة العربية من دقة متناهية في وصــــف الأشياء ومراحل تغيرها، فإننا نجد أنفسنا بحاجة إلى مصطلحات كثيرة لتغطية الفارق الكبير بين الحجاب الشرعي والحجاب الواقعي.

ولـمـعـرفـة حجم التنافر بين المفهومين الشرعي والواقعي للحجاب يمكن أن نقلب مفردات المفهوم الشـرعـي كـلـها، ورغم ذلك يحتمل الواقع أن يطلق عليها: محجبة، لمجرد غطاء رأسها، واستعراض الأشـــكـــــال المنتشرة للحجاب في المجتمع يثبت ذلك؛ فهناك غطاء الرأس مع كشف بعض الشعر والـرقبة وجزء من الصدر والساقين، وقد تكون الملابس ضيقة أو متشبهة بالرجال، ثم غطاء لـلــــرأس والرقبة والصدر مع ملابس طويلة ولكنها زينة في نفسها، وقد تكون ضيقة تصف الجسم، أو معطرة، ثم الخمار الطويل الذي يستر البدن مع كشف الوجه والكفين، ثم الحجاب الكامل الذي يحقق الشروط كلها.

ومن أهم أسباب هذا التذبذب الخطيـر فـي مـسـتـوى الحجاب الحرب المتصاعدة ضده من بداية الثمانينيات، واستخدام مكيدة التطرف والاعـتـدال في هذه الحرب، وأيضاً وجود طائفة من المتبرجات اللاتي هرولن نحو "الحل الوسط" تخـلـصــــــاً من الحرج الاجتماعي الضاغط الذي سبب انتشار الحجاب.. ومنها غلبة البعد الرمزي للـحـجـاب لدرجة تفرغه من مضمونه الشرعي في أحيان كثيرة.

ومـن الأسـبـاب الهامة: استدراج فئة كبيرة من الكُتَّاب والمفكرين الإسلاميين ـ المتبنين للاتجاه التنويري ـ في هذه المعركة والاكتفاء منهم بالهجوم على أشكال معينة من الحجاب يتهمونها بالـغلو والتطرف، استناداً على قاعدتهم الذهبية في تطويع الشرع للواقع، لا العكس، وأن وسطـيـة الشرع تكون بجعل الظرف الواقعي هو الأساس في استصدار الأحكام ووضع التصورات، وهــذا لا شك في خطئه؛ فمع تغير الواقع تكون الإرادة المطَّردة للتوسط بينه وبين ثوابت الشرع تعني أن ننادي غداً بما نستنكره اليوم، حتى يأتي علينا وقت لا يبقى من الدين إلا أن ننوي أحكامه ونفعل ضدها.

ومن الشواهد القوية على صـحـة هذا الرأي، موقف أحد التنويريين المقيم في بريطانيا من القضايا الإسلامية المثارة في ذلـك الواقع العلماني ـ والذي هو المثل الأعلى لعلمانيي الشرق ـ والذي تطور فكره وفق القاعدة الـسـابقة ليتوافق مع هذا الواقع فيما يتعلق بقضية الحجاب، أصدر فتوى بأنه لا يجب على المرأة أن تـرتـدي الحجاب لتعرضها للأذى بارتدائه في تلك البلاد، واستدل بآية:((ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)) [الأحزاب:59]، فلا يسع المسلمة ـ والحال هكذا ـ إلا أن تنوي الحجاب ـ وتتبرج!

وبناءاً على النظرة الواقعية المتفحصة، نستطيع القول: إن هناك تناسباً وتوافقاً بين مستوى الحـجـــاب وأنماط الحالة الدينية للمحجبة ـ والمذكورة آنفاً ـ فكلما تضاءل تأثير الدين في حياة المحجبة عند حجابها وبعده كلما تدنى مستوى الحجاب، والعكس صحيح، فتصبح أكثر المحـجـبـــات تديناً هي التي تتمسك بكافة شروط الحجاب، بما فيها تغطية الوجه والكفين، ولذلك نجـــد أنـــــه انطلاقاً من تحول محاربة التدين الشامل إلى سياسة عامة، أصبح النقاب محارباً بشدة أكـثـر من أي شكل آخر للحجاب، واستهدفته جميع الجهات العلمانية بهجوم مكثف متواصــــــل، ولعل ذلك يرجع إلى ضعف قابليته للتميع والتطويع بخلاف الصور الأخرى للحجاب، وكـــذا اعتماداً لأسلوب ضرب القمة، وقبول ما بعدها، تدرجاً في القضاء على الحجاب.

تأليف: أحمـــد فهمي 

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 24 Nov 2012 00:00:00 +0000
إرشـاد حول الإحداد http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/281-2012-11-24-12-29-40.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/281-2012-11-24-12-29-40.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

إرشـاد حول الإحداد

 الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين . . أما بعد :

فهذه مسائل تتعلق بالمرأة التي توفي عنها زوجها ، ألخصها في سبع مسائل ، عسى الله أن يحيينا وأن يميتنا على الإسلام، وأن لا يفاجئنا بمكروه . وهي :

الأولى : الاعتبار بمفارقة رب الدار .

الثانية : الحزن والعدة .

الثالثة : الطيب والزينة للمرأة .

الرابعة : معنى الإحداد .

الخامسة : الأمور التي تتركها المرأة في الإحداد .

السادسة : أمور مرخص بها .

السابعة : سرد النصوص المتعلقة بالإحداد .

الأولى : الاعتبار بمفارقة ربِّ الدار

قال الله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )

هكذا الموت يأتي بلا ميعاد ، فلا ندري من يكون صاحب القبر المجاور لهذا الذي دفناه ، والموت باب الآخرة .

وإذا كان الموت قد تخطانا إلى غيرنا فسيتخطى غيرنا إلينا ، فلنأخذ حذرنا .

وما الدنيا بباقية لحيٍّ . . وما حيٌّ على الدنيا بباقي

وإذا فارقت المرأة زوجها وانحل هذا العقد فإن الله تعالى قد شرع الإحداد لتعظيم هذا العقد ، وإظهار خطره وشرفه ، وأنه عند اللَّه بمكان ، فجعل العدة حريماً له ، وجعل الإحداد مِن تمام هذا المقصود وتأكده ، ومزيدِ الاعتناء به ، حتى جُعلت الزوجة أولى بفعله على زوجها مِن أبيها وابنها وأخيها وسائرِ أقاربها ، وهذا مِن تعظيم هذا العقدِ وتشريفِه ، وتأكدِ الفرقِ بينه وبين السِّفاح من جميع أحكامه ، ولهذا شُرِعَ في ابتدائه إعلانُه، والإشهادُ عليه ، والضَّربُ بالدّف لتحقق المضادة بينَه وبينَ السِّفاح ، وشرع في آخره وانتهائه من العدة والإحداد ما لم يُشرع في غيره .

الثانية : الحزن والعِدَّة

الحزن حاجة وجدانية لدى كل إنسان سوي ، بل حتى الحيوانات تحزن ، بل وكل كائن حي ، جعلها الله تعالى لتقوى أواصر الألفة والود بين الخلق ، وليحصل التكاثر الطبيعي في الحياة .

دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ابنه إبراهيم ، وهو يجود بنفسه ، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان ، فقال له عبدالرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يابن عوف إنها رحمة ) . ثم أتبعها بأخرى ، فقال: ( إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق عليه ، وكذلك حزن عليه الصلاة والسلام حزنا شديداً على زوجه خديجة رضي الله عنها وكذلك على عمه أبي طالب لما مات على الشرك ، فسمي ذلك العام عام الحزن .

وحين تعلم المرأة أن مدة الإحداد قد خففت وصارت أربعة أشهر وعشرا ، بعد أن كانت سنة كاملة ، لا تستكثر العدة وترك الاكتحال والزينة مدة الإحداد‏ ، فإنها مدة قليلة ، بالنسبة لمدتها قبل التخفيف .‏

وقد ذكر صلى الله عليه وسلم ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من الإحداد البليغ سنَةً ، ويصبِرن على ذلك ، أفلا تصبرن أربعة أشهر وعشراً ، قال الله تعالى : (‏ والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول غير إخراج ) عن عكرمة عن ابن عباس قال :‏ ‏(نسخ ذلك بآية الميراث بما فرض اللّه لها من الربع والثمن ونسخ أجل الحول أن جعل أجلها أربعة أشهر وعشراً‏) .

وقد دلت النصوص على أنه لا يجوزُ الإحدادُ على مِّيتٍ فوقَ ثلاثة أيامِ كائناً من كان ، إلا الزوجَ وحدَه .

وإذا كان الإحدادُ على غير الزوج كالأب والأخ والابن جائز ورخصة بحيث لا يزيد على ثلاثة أيام ، فإنه على الزوج واجب وعزيمة مدة أربعة أشهر وعشراً ، أو وضع الحمل . وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة ، والحالقة ، والشاقة . متفق عليه ، والصالقة التي ترفع صوتها . وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية ) متفق عليه .

وفي هذه الشريعة من الاعتدال ومراعاة ضعف الإنسان ما يصلح حاله ، لا سيما الزوجة حينما تفقد حليلها ورفيق دربها ، فلا تفريط ولا إفراط ، لا انتهاك الإحداد في العدة ، ولا شق الجيوب ولطم الخدود والنياحة على الميت ، كلا طرفَي قصد الأمور ذميمُ . قالت أعرابية ترثي زوجها :

كنا كغصنين في جرثومة سمقا . . حيناً بأحسنِ مايسمو به الشجرُ

حتى إذا قيلَ : قد طالت فروعُهُما . . وطال قنواهما واستنظر الثمرُ

أخنى على واحدي ريب الزمان وما . . يبقي الزمانُ على شيءٍ ولا يذرُ

كنا كأنجمِ ليلٍ بينها قمرٌ . . يجلو الدجى فهوى من دونها القمرُ

قصد أنها وزوجها كانا كغصنين طالا وتشبعا من أصل واحد ، وتقول : دمنا زمانا على أحسن مايدوم به الفرعان في أصلهما ، ولما بلغنا الكمال وطاب منشؤنا ، وكنا كفرعي الشجرة التي طاب ظلها ، وطال عذقها ، واستنظر ثمار أغصانها ، أحدث حدثان الدهر أحداثا فاجعة ، فأهلكت زوجي الواحد ، ولا عجب فإن هذه أحوال الدهر الذي لا يدوم على حال ، وقد كنا في الاجتماع مع الأهلين كالأنجم التي تبدو في الليل ، وهو بيننا كالقمر الذي يكشف الظلمة ، فسقط من وسطها ، وغاب عن أعيننا .

الثالثة : أحكام الطيب والزينة للمرأة

لقد أنكر اللَّهُ سبحانَه وتعالى على مَنْ حَرَّمَ زِيْنَتَهُ الَّتي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ والطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ . وهذا يدل على أنه لا يجوز أن يُحرِّمَ من الزينة إلا ما حرَّمه اللَّه ورسولُه ، واللَّه سبحانه قد حرَّم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم زينة الإحداد على المتوفَّى عنها مدة العدة ، وأباح الإحدادَ بتركها على غير الزوج ، فلا يجوز تحريمُ غير ما حرمه ، بل هو على أصلِ الإباحة .

وإذا كانت المرأة تتجمل لزوجها بزينة خاصة فإنها قد تتجمل لنسائها ومحارمها زينة عامة ، لكنها لا يجوز لها بحال أن تتزين للرجال الأجانب ، ولا أن تتطيب وتخرج للأماكن العامة والأسواق ، قال الله تعالى : ( ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ) وقال سبحانه : ( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) فلا يليق أن تتستر بعباءة هي في نفسها زينة تحتاج إلى عباءة أخرى تسترها. ويدخل فى الطيب : المسكُ ، والعنبرُ، والكافورُ ، والند ، والغالِية ، والزَّباد ، والذَّريرة ، والبخور ، والأدهان ، كدُهن البان ، والورد ، والبنفسج ، والياسمين ، والمياه المعتصرة من الأدهان الطيبة ، كماء الورد ، وماء القرنفل ، وماء زهر النارنج ، وسائر أنواع العطور الشرقية والغربية ، فهذا كُلُّه طِيب ، ولا يدخُلُ فيه الزيتُ ، ولا الشيرج ، ولا السمن ، ولا تُمتع من الادهان بشىء من ذلك .

الرابعة : معنى الإحداد

الإحداد : هو ترك الزينة ، والطيب ، ولبس الحلي ، ولبس الملون من الثياب ، والخضاب ، والكحل .

وهو مأخوذ من الحدّ ، وهو المنع ، لأنها تمنع من هذه الأشياء . وكما أنه يجب على المرأة المطلقة غير البائن أن تلزم بيت الزوجية حتى تنقضي عدتها ثلاثة قروء لقول الله تعالى : ( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) ، فتتزيَّن المطلقة واحدة أو اثنتين ، وتتشوَّفُ لعله أن يُراجعها . فكان من أظهر الحكم المطلوبة في ذلك تحصيل الانسجام والتوافق بين المشاعر العاطفية والحالة الاجتماعية .

في المقابل أيضاً على المتوفى عنها زوجها أن تحد حتى تنقضي عدتها وهي أربعة أشهر وعشرة أيام ، لقوله تعالى : ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً ) البقرة 234

إلا أن تكون حبلى فعدتها تنتهي بوضع الحمل، لقوله تعالى: ( وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن ) الطلاق4 ، وبانتهاء عدتها ينتهي كل ما يتعلق بها من أحكام الإحداد . فالإحداد تابع للعِدة بالشهور، أما الحامل ، فإذا انقضى حملُها ، سقط وجوْبُ الإحداد عنها اتفاقاً، فإن لها أن تتزوج، وتتجمَّل، وتتطيَّب لزوجها ، وتتزيَّن له ما شاءت . فإن قيل : فإذا زادت مدةُ الحمل على أربعة أشهر وعشر ، فهل يسقطُ وجوبُ الإحداد ، أم يستمِرُّ إلى الوضع ؟ قيل : بل يستمِرُ الإحداد إلى حين الوضع ، فإنه من توابع العدة ، ولهذا قُيِّد بمدتها ، وهو حُكم من أحكام العِدة ، وواجب من واجباتها ، فكان معها وجوداً وعدماً .

الخامسة : الأمور التي تتركها المرأة في الإحداد

للإحداد أحكام تجب مراعاتها ، نوجزها في خمسة أمور :

الأول : ترك الخروج من المنـزل ، فعليها لزوم بيتها الذي مات زوجها وهي ساكنة فيه ، تقيم فيه حتى تنتهي العدة ، ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة أو ضرورة ، والأمور التي يستطيع غيرها القيام بها مما لو قامت به استلزم ذلك خروجها من البيت فلا تقوم ، بل تكلف من يلبي طلباتها .

الثاني : ترك الزينة في الثياب ، فلا تلبس ثياباً تعد ثياب زينة .

الثالث : ترك الزينة في الحلي ، فلا تتجمل بالحلي بجميع أنواعه من الذهب والفضة، والماس واللؤلؤ وغيره، سواء كان ذلك قلادة ، أو خاتم ، أو إسوار أو غيرها حتى تنتهي العدة .

الرابع : ترك الطيب ، فلا تتطيب بأي نوع من أنواع الطيب ، سواء كان بخوراً أو دهناً أو ماء .

الخامس : ترك الزينة في الجسد ، فلا تتزين في وجهها ، أو عينها ، أو يدها ، أو رجلها ، بأي نوع من أنواع الزينة ، أو الكحل، أو الخضاب .

السادسة : أمور مرخص فيها

لا تمنع من التنظيف بتقليم الأظفار ، ونتفِ الإبط ، وحلق الشعر المندوب إلى حلقِه . ولا من الاغتسال بالصابون ، والسدر ، والشامبو ، والامتشاط به ، لأنه يراد للتنظيف لا للطيب . وإذا طهرت من الحيض فلها أن تستعمل الطيب في المحل الذي فيه الرائحة الكريهة . وإن اضطرت إلى الكحل بالإثمد تداوياً لا زينة ، فلها أن تكتحِلَ به ليلاً وتمسحه نهاراً . ولا حرج في كلامها مع الرجال مادام في حدود الأدب والاحتشام ، وإنما النهي عن الخضوع بالقول، قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) الأحزاب 32 .

 وينبغي أن يعلم أن كلام المرأة للرجل يكون في حدود الحاجة على كل حال ، وليس لهذا الأمر علاقة بالعدة ، فما كان جائزاً قبل العدة فإنه يجوز كذلك أثناء فترة العدة . ولها أن تلبس من الثياب الكحلي والأسود والأخضر المشبع ، وكل مالا يقصد بصبغه حسنه ، فلا تمنع منه ، لأنه ليس بزينة . ولا تمنع من الثياب الحسنة غير المصبوغة ، وإن كان رقيقاً ، سواء كان من قطن أو كتّان أو حرير ، لأن حُسنَه طبيعي من أصل خلقتِه ، فلا يلزم تغييره .

كما أن المرأة إذا كانت حسنة الخِلقة ، لا يلزمُها أن تغير لونها ، وتشوِّه نفسها .

ولا حرج في خروجها لسطح المنـزل أو الملحق في الليل أوالنهار ، وما يتناقله بعض النسوة من وجوب تحجبها عن القمر لا صحة الله ، وكذلك تحجبها عن الغلمان الذين بلغوا السابعة حيث يؤمرون بالصلاة لا صحة له أيضاً ، فهي كغيرها في هذا . ولها أن تخرج في النهار إذا دعت الحاجة كمراجعة المستشفى للعلاج ، وشراء حاجتها من السوق كالطعام ونحو ذلك ، إذا لم يكن لديها من يقوم بذلك . ولا مانع من زواج أولاد الميت وأقاربه خلال العام الذي توفي فيه . وإذا حدثت مخالفة من المعتدة وفعلت ما ينبغي لها تجنبه فعليها الاستغفار والتوبة وعدم تكراره ، وليس له كفارة غير ذلك .

السابعة : النصوص المتعلقة بالإحداد

قال الله تعالى : ( والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً ) سورة البقرة 234

وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يحلُّ لامرأةٍ تؤمن بالله واليوم الآخر ، أن تَحِدَّ على ميت فوق ثلاث ، إلا على زوج، أربعة أشهر وعشراً )

وهو في الصحيحين : عن حُميد بن نافع ، عن زينب بنت أبى سلمة ، أنها أخبرته هذه الأحاديثَ الثلاثة:

قالت زينبُ: ((دخلت على أمِّ حبيبة رضى اللَّه عنها زوج النبى صلى الله عليه وسلم حين تُوفى أبوها أبو سفيان ، فدعت أمُّ حبيبة رضى اللَّه عنها بطيبٍ فيه صُفرةٌ خَلُوقٌ أو غيرُه، فدهنت منه جاريةً، ثم مسَّت بعارضيها، ثم قالت:

واللَّه مالى بالطِّيبِ من حاجة، غير أنى سمعت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: ((لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ واليَوْم الآخرِ تُحِدُّ عَلى مَيِّتٍ فَوْقَ ثلاث إلاَّ عَلى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)) . والخلوق : طيب مخلوط .

       قالت زينب : ثم دخلت على زينب بنت جحش حين تُوفى أخوها ، فدعت بطيب ، فمسَّت منه ، ثم قالت:

واللَّهِ مالى بالطيبِ من حاجة، غير أنى سمعت رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر:

((لاَ يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّه وَاليَوْمِ الآخِرِ تُحِدُّ عَلى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إلاَّ عَلى زَوْجٍ أرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)) .

قالت زينبُ: وسمعت أُمِّى أمَّ سلمة رضى اللَّه عنها تقولُ: جاءت امرأة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه : إن بنتى توفى عنها زوجها، وقد اشتكت عينُها ، أَفَتكْحَلُها ؟ فقال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ( لا ) ، مرتين ، أو ثلاثاً ، كل ذلك يقول : ( لا ) ، ثم قال : ((إنَّما هيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْراً ، وقَدْ كَانَتْ إحْدَاكُنَّ في الجَاهِلِيَّةِ تَرْمي بالبَعْرَةِ عَلى رَأْسِ الحَوْلِ)) .

فقالت زينب : كانتِ المرأة إذا تُوفى عنها زوجُها ، دخلت حِفْشاً ، ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها، ولم تَمَسَّ طِيباً ولا شيئاً حتى يَمُرَّ بها سنة ، ثُم تُؤتى بدابةٍ ؛ حمارٍ ، أو شاةٍ ، أو طير، فتفتَضُّ به ، فقلما تفتضُّ بشىء إلا مات، ثم تَخْرجُ، فُتعطى بعرة ، فترمى بها ، ثم تُراجع بعدُ ما شاءت مِن طيب أو غيره .

قال مالك تفتض: تمسح به جلدها . ورميها بالبعرة في رأس الحول فسره في الحديث‏ .‏ قال بعض العلماء‏:‏ معناه أنها رمت بالعدة وخرجت منها كانفصالها من هذه البعرة ورميها بها .

قال حميد‏:‏ قلت لزينب‏:‏ وما ترمي بالبعرة على رأس الحول ‏؟‏ فقالت زينب‏ :‏ كانت المرأة ، إذا توفي عنها زوجها ، دخلت حفشا ـ أي بيتا صغيراً حقيراً ـ ، ولبست شر ثيابها ، ولم تمس طيبا ولا شيئا ، حتى تمر بها سنة ‏.‏ ثم تؤتي بدابة ، حمار أو شاة أو طير، فتفتض به‏ .‏ فقلما تفتض بشيء إلا مات‏ .‏ ثم تخرج فتعطي بعرة فترمي بها ‏.‏ ثم تراجع بعد ما شاءت من طيب أو غيره‏.

قال ابن قتيبة‏ :‏ سألت الحجازيين عن معنى الافتضاض فذكروا أن المعتدة كانت لا تغتسل ولا تمس ماء ولا تقلم ظفرا ، ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر ‏.‏ ثم تفتض ، أي تكسر ما هي فيه من العدة بطائر تمسح به قبلها وتنبذه ‏.‏ فلا يكاد يعيش ما تفتض به‏ .‏

وقال ابن وهب‏:‏ معناه تمسح بيدها عليه أو على ظهره‏ .‏ وقيل معناه تمسح به ثم تفتض أي تغتسل‏ .‏ والافتضاض الاغتسال بالماء العذب للانقاء وإزالة الوسخ حتى تصير بيضاء نقية كالفضة‏.‏ وقال الأخفش‏ :‏ معناه تتنظف وتتنقى من الدرن، تشبيها لها بالفضة في نقائها وبياضها .

وفي الصحيحين عن أَمِّ عَطيَّة الأنصارية رضى اللَّه عَنها، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((لاَ تُحِدُّ المرْأَةُ عَلى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ إلاَّ عَلى زَوْجٍ أَرْبَعةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً، ولاَ تَلْبَسُ ثَوْباً مَصْبُوغاً إلاَّ ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلاَ تَكْتَحِلُ وَلاَ تَمَسُّ طيباً إلا إذا طَهُرَت نُبْذةً مِنْ قُسْطٍ أَوْ أَظْفَارٍ)). قوله : ( إلا ثوب عصب ) العصب بعين مفتوحة ثم صاد ساكنة مهملتين، وهو برود اليمن يعصب غزلها ثم يصبغ معصوبا ثم تنسج‏ . ومعنى الحديث النهي عن جميع الثياب المصبوغة للزينة، إلا ثوب العصب‏.‏ وقوله : ‏(‏نبذة من قسط أو أظفار‏)‏ النبذة القطعة والشيء اليسير‏.‏ وأما القسط، ويقال فيه كست، وهو والأظفار نوعان معروفان من البخور‏.‏ وليسا من مقصود الطيب‏.‏ رخص فيه للمغتسلة من الحيض لإزالة الرائحة الكريهة، تتبع به أثر الدم، لا للتطيب .

وفي الصحيحين عن أمِّ سلمة رضى اللَّه عنها: أن امرأة تُوفى عنها زوجُها، فخافوا على عينها، فأَتْوا النبى صلى الله عليه وسلم، فاستأذنوه فى الكُحْل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ((قَدْ كَانَتْ إحْدَاكُنَّ تكُونُ فى شَرِّ بَيْتِها، أَوْ فى شَرِّ أحْلاَسِها فى بَيْتِها حَوْلاً، فإذَا مَرَّ كَلْبٌ رَمَتْ ببَعْرَةٍ، فَخَرَجَتْ أفَلاَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)).

وعن فريعة بنت مالك قالت‏:‏ ‏(‏خرج زوجي في طلب علاج له فأدركهم في طرف القدوم فقتلوه فأتاني نعيه وأنا في دار شاسعة من دور أهلي فأتيت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له فقلت إن نعي زوجي أتاني في دار شاسعة من دور أهلي ولم يدع نفقة ولا مالاً لورثته وليس المسكن له فلو تحولت إلي أهلي وأخوتي لكان أرفق لي في بعض شأني قال‏:‏ تحولي فلما خرجت إلى المسجد أو إلى الحجرة دعاني أو أمر بي فدعيت فقال‏:‏ امكثي في بيتك الذي أتاك فيه نعي زوجك حتى يبلغ الكتاب أجله قالت‏:‏ فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشراً قالت‏:‏ وأرسل إليَّ عثمان فأخبرته فأخذ به‏)‏‏.‏ رواه الخمسة وصححه الترمذي ولم يذكر النسائي وابن ماجه إرسال عثمان .

وعن أمِّ سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((المُتَوَفىَّ عَنْها زَوْجها لاَ تَلْبَسُ المُعَصْفَرَ مِنَ الثياب وَلاَ المُمَشَّقَةَ، وَلاَ الحُلىَّ وَلاَ تكْتَحِلُ، وَلاَ تَخْتَضِبُ)) رواه النسائي وأبو داود .

وروت أم سلمة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي أبو سلمة ، وقد جعلتُ على عيني صبِراً ، فقال: ( ماذا يا أمَّ سلمة ؟ ) . قلت : إنما هو صبِر ، ليس فيه طيب . قال : ( إنه يشِبُّ الوجهَ ، لا تجعليه إلا بالليل وتنزعيه بالنهار ، ولا تمتشطي بالطيب ، ولا بالحناء فإنه خِضاب ) . قال : قلت : بأي شيءٍ أمتَشِط ؟ قال : ( بالسِّدرِ تُغَلِّفينَ بهِ رأسكِ) رواه النسائي وأبو داود .

وعن جابر قال‏:‏ ‏(‏طلقت خالتي ثلاثاً فخرجت تجد نخلاً لها فلقيها رجل فنهاها فأتت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم فذكرت ذلك له فقال‏:‏ اخرجي فجدي نخلك لعلك أن تصدقي منه أو تفعلي خيراً‏ ) . رواه أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي‏ .

 

تأليف: عبداللطيف بن صالح العامر

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Sat, 24 Nov 2012 00:00:00 +0000
نصائح للزوجين http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/341-2012-11-22-07-32-55.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/341-2012-11-22-07-32-55.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

نصائح للزوجين          

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله الذي لم يَزَل في قدره عليّا، ولم يك قطّ له سمِيّا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

اتقوا الله وأطِيعوه؛ فإن تقواه أفضل مُكتَسب، وطاعته أعلى نسب.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102 ].

أيها المسلمون:

إن الله - تعالى - بلطيف حكمته وما أودعه في إبداع العالم من عجائب قدرته خلق الإنسان مجبولًا إلى السكن والاستقرار، وطبعه في أصل خلقته على الحاجة لذلك والاضطرار، ويسَّر له - برحمته وفضله - زوجًا من نفسه ليسكن إليها ويرتبط بها: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21 ].

أيها المسلمون:

الرابطة الزوجية رابطةٌ عُظمى صدَرَت عن رغبةٍ واختيار، وانعقَدَت عن خبرةٍ وسؤالٍ وإيثار، عقدها مأمورٌ به شرعًا، مُستحسَنٌ وضعًا وطبعا، والأسرة هي اللَّبِنَة الأولى لبناء المجتمعات، وبصلاحها تصلح الأوضاع، وبفسادها تفسد الأخلاق والطِّبَاع، رُكناها وقائداها زوجٌ وزوجةٌ يجمع بينهما ولاءٌ ووفاء، ومودةٌ وصفاء، وتعاطفٌ وتلاطف، ووفاقٌ واتفاق، وآدابٌ وحسن أخلاق، تحت سقف واحد في عيشةٍ هنية، ومُعاشرة مرضية.

وفي كتاب الله وسنة رسوله محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - من الإصلاح التام، والعدل العام ما يؤيِّد قواعد هذه الرابطة فلا تنفلِم، ويؤكِّد عقائدها فلا تنخرِم.

أيها المسلمون:

إن سبب كثرة المشكلات، وتفاقُم الخلافات، وظهور المنازعات، وشُيوع الطلاق والفراق لأسبابٍ تافهة إنما هو التقصير في معرفة الأحكام الشرعية، وآدابِ الحياة الزوجية، وما تقتضيه المسئولية الأُسَرية؛ إذ كيف تكون الأسرةُ في هَنَاءٍ وصفاء، والزوج ذو بذاء وجفاء، إذا غضب نفَطَ ونفَث واكفهرَّ وازمجر، فيه حبُّ الأنا والذات، خيرُه مقفل، وشرُّه مُرسَل، كفٌّ يابس، ووجهٌ عابِس، ومعاملةٌ فاسدة، وأقوالٌ سافلة تورِث كَلْمًا لا يندمِل، وصدعًا لا ينشعِب، وتُتْرك المرأةُ حسيرةً كسيرة حائرة بين مُرَّيْن: طلب تطليقها، أو الصبر على تعليقها.

وإن من الأزواج من إذا أبغَضَ المرأة كدَّها وهدَّها، وكهَرَها وظلمها، وأكَلَ مالَها، ومَنَعَها حقَّها، وقَطَع نَفَقَتَها، وربما أَخَذَ وَلَدَها - وهو تحت حضانتها ورعايتها -، وتَركَها أسيرةَ الأحزان، تُعاني كَرْب الأشجان.

فأين الإحسان؟! أين الإحسان يا أهل القرآن؟!

أيها المسلمون:

وكيف يكون للأسرة هناء وصفاء والزوجة ولَّاجة خرَّاجة، ثَرثارة مِهْزارة، طعَّانة لعَّانة، لا تُجيبُ إلى إنصاف، ولا ترضى بعيشٍ كَفَاف، تئِنُّ عند طلبها كسلًا وتبارضا، ولا ترضى لأمرها مُعارِضا، مُقصِّرةً مُفرِّطة، ومُسرِفة مُفرِطة، كثيرة النوم واللَّوْم، مرهاء ملداء، لا كحل ولا حنَّاء، شَوْهاء فَوْهاء، تُبطِلُ الحق بالبكاء، تنسى الفضل وتنكر الجميل، وتكثر على ذلك التعليل والتدليل.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «رأيتُ النار؛ فإذا أكثرُ أهلهِا النساء، يكفُرن»، قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: «يَكفُرْنَ العَشِير، ويكْفُرْن الإحسان، لو أحسنتَ إلى إحداهنَّ الدَّهرَ ثمَّ رأتْ منكَ شيئًا قالت: ما رأيتُ منكَ خيرًا قطُّ»؛ متفق عليه.

أيها الزوجان الكريمان:

اتقِيَا الله في حياتكما الزوجية، بُلَّاها بالحقوق، ولا تُدمِّراها بالعقوق، وليَقُم كلُّ واحدٍ منكما بما أوجَبَ الله عليه تجاه رفيق عمره وشريك حياته، واخضَعَا لنصوص النقل ومنطق العقل قبل أن يستبِدَّ بكما الشقاق، ويحصل الطلاق والفراق، ويأكُل أحدُكما من الندم كفَّيْه، ويعُضّ على يديه، ويقدّ شعره، ويمضغُ شفَتَيْه، واحتَكِمَا لقول المولى - جل وعلا -: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228 ]، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إنَّ لكُمْ مِنْ نسائكُمْ حقًّا، ولِنسائِكُمْ عليكم حقًّا»؛ أخرجه الترمذي.

أيها المسلمون:

إن من رَامَ شريكًا للحياة بريئًا من الهَفَوَات، سليمًا من الزلَّات فقد رَامَ أمرًا مُعوِزًا، وطلبَ وصفًا مُعجزًا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَفْرَكُ مؤمنٌ مؤمِنةً، إنْ كرِهَ منها خُلُقًا رَضِي منها آخر»؛ أخرجه مسلم.

ويقول - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه -: «أيمُّا امرأةٍ سألتْ زوجَهَا الطلاقَ منْ غيرِ بأسٍ فَحرَامٌ عليها رائحةُ الجنة»؛ أخرجه أحمد.

أقول ما تسمَعُون، وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئةٍ؛ فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أيتها المرأة المسلمة، والزوجة المؤمنة:

كوني لبَعلِك أرضًا يكُنْ لكِ سماءً، وكوني له مِهادًا يكن لكِ عمادًا، وكوني له أَمَةً يكن لكِ عبدًا، تعهَّدي وقتَ طعامه، والزَمي الهدوءَ عند منامه؛ فإن مرارَة الجوع مَلْهبة، وتنغيصَ النومِ مغضبةٌ، اسحبيه بالقناعة، وعاشِريه بحسن السمع والطاعة، ولا تُفشِي له سرّا، ولا تعصي له أمرَا، واحذَري أنواع التقصير، واجتنبي أسباب التكدير.

ولا تصومي صيامَ تطوُّعٍ وزوجُكِ شاهدٌ إلا بإذنه، ولا تأذَني في بيته لمن يكره إلا بإذنه، واعلَمي أنكِ أشدُّ ما تكونين له إعظامًا أشد ما يكون لكِ إكرامًا، ولا تلحفي به فيقلَاكِ، ولا تتباعَدي عنه فينساكِ، واجتهدي على نفسكِ بما هو أدعَى لرغبته وأملَأَ لعينه، وليكن ذلك وَفقَ القيود الشرعية، والآداب المرعية.

وإذا دعاكِ لحاجته فحقِّقي رغبته، وأجِيبي دعوته، وقومي بخدمته بنفسٍ راضية؛ فإن في خدمته تقويةَ مودة، وإرساءَ محبة، وحسْب المرأة طوبى وبشرى قولُ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذَا صَلَّتِ المرأةُ خمسَها، وصامتْ شهرَها، وحفظَتْ فرْجَها، وأطاعَتْ زوجَهَا، قِيلَ لها: ادْخُلي الجنةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ»؛ أخرجه ابن حبان.

أيها الزوج الكريم:

اتق الله في زوجِك لا تُكلِّفها ما لا تُطِيق، وأعِنْها عند الضيق، وأشفِق عليها إذا تعِبَت، وداوِها إذا مرِضَت، وراعِها عند ظرف حملها ونِفَاسها ورِضَاعها، وأجزِل لها الشكر، وتلقَّاها ببرٍّ وبِشْر، واعلَم أن قوامتك لا تعني القهر والغلبة والاستبداد والاحتقار؛ بل هي قوامة تحفظ لها كرامتها، وتستوجِب تعليمها وتأديبها وإعفافَها، ولا يكن جُلُّ همك مراقبةَ أخطائها، وإحصاءَ زلاتها، ولا تُبالغْ في إساءة ظنٍّ بلا ريْبة، ولا تتغاضَى عما يُخلُّ بالدين والمروءة، واحذر شكًا قاتلًا، وظنًّا مُدمِّرًا، يقول نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «غَيْرَتان إحدَاهُما يحبُّها الله، والأخْرى يبغضُها الله: الغيرةُ في الريبةِ يحبُّها الله، والغيرةُ في غيرِه يبغضُها الله»؛ أخرجه أحمد.

وإياكَ والمعاتبةَ الكثيرة؛ فإنها تُورِث الضغِينة، ولا تمنَع أهلك رِفْدك فيملُّوا قُربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطِئُوا وفاتك، كن جَوَادًا كريمًا؛ فمن جاد سادَ، ومن أضعف ازداد، ولا خير في السَّرف، ولا سَرَفَ في الخير.

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أنفقَ الرَّجلُ على أهلهِ نفقةً يحتسِبُها فهي لهُ صدقَة»؛ متفق عليه، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكمْ خيرُكمْ لأهلِهِ، وأنا خيرُكمْ لأهلِي»، ويقول - بأبي هو وأمي - صلوات الله وسلامه عليه -: «أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهمْ خُلقًا، وخيارُكمْ خياركم لنسائهِمْ خُلُقًا»؛ أخرجه أحمد، والترمذي.

أيها المسلمون:

ألا فلْتذهبِ المرأة مُربِّية أجيال برِقَّة طبعٍ، ولطافة حسٍّ، وذكاء عاطفةٍ، وليذهبِ الرجل قوَّامًا وقائدًا بقوة بأسٍ، وجزالة فكرٍ، وسلامة تقديرٍ وتدبيرٍ، وليذهبِ الاثنان إلى حياةٍ كريمةٍ في ظل تمسُّكٍ بالدين، وفعلٍ للواجبات، واجتنابٍ للمحرمات، وتعاونٍ على البر والتقوى، ورَحِمَ الله رجلًا قام من الليل فصلَّى ثم أيقَظَ امرأته فصلَّت، فإن أبَتْ نَضَحَ في وجهها الماء، ورَحِمَ الله امرأةً قامَت من الليل فصلَّت ثم أيقظَت زوجَها فصلَّى، فإن أبى نضَحَت في وجهه الماء، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21 ].

ثم صلُّوا وسلِّمُوا على النبي المصطفى، والرسول المُجتبى، نبي الهدى: نبينا وسيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.

اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة، أصحاب السنة المُتَّبَعة: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وجُودِك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين, اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مُطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجْس يهود، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجْس يهود، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من رِجْس يهود، اللهم إن اليهود قد طَغَوا وبَغَوا وأسرفوا وأفسدوا واعتدَوا، اللهم زلزلِ الأرض من تحت أقدامهم، وألقِ الرعبَ في قلوبهم، واجعلهم عبرةً للمُعتبرين يا رب العالمين، اللهم لا ترفع لهم راية، اللهم لا ترفع لهم راية، ولا تُحقِّق لهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم عبرةً وآيةً يا رب العالمين.

اللهم وفِّق إمامنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، ووفِّق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك، واتباع سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -.

اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وعافِ مُبتلانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أنزِل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم إنا خلقٌ من خلقك، اللهم إنا خلقٌ من خلقك، اللهم إنا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك، يا فَالِقَ الحَبِّ والنَّوى، يا مُغيثَ العباد بعد اللهف والظما، يا فَالِقَ الحَبِّ والنَّوى، يا مُغيثَ العباد بعد اللهف والظما، اللهم سُقْيا رحمة، اللهم سُقْيا رحمة، اللهم سُقْيا رحمة لا سُقْيا بلاءٍ ولا غرق ولا هدم يا أرحم الراحمين.

عباد الله: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:  90 ].

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكروه على نِعَمِه يزِدْكم، ولذِكْر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Thu, 22 Nov 2012 07:32:05 +0000
صيانة الإسلام للمرأة http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/339-2012-11-22-07-28-57.html http://islam-centers.net/ar/about-islam/article-about-islam/48-2010-04-16-15-23-14/339-2012-11-22-07-28-57.html Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

صيانة الإسلام للمرأة

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

فإنَّ الدِّين الإسلاميّ الحنيف بتوجيهاته السّديدة وإرشاداته الحميدة صان المرأة المسلمة، وحفظ لها شرَفَها وكرامتها، وتكفَّل بتحقيق عزِّها وسعادتِها، وهيَّأ لها أسباب العيش الهنيء بعيدًا عن مواطن الريب والفتن، والشر والفساد، وهذا كلُّه من رحمة الله بعباده حيث أنزل شريعته ناصحةً لهم، ومُصلحةً لفسادهم، ومُقوِّمةً لاعوجاجهم، ومتكفِّلةً بسعادتهم، ومن ذلك ما شرعه الله من التدابير الوقائية والإجراءات العلاجيّة التي تقطع دابر الفتنة بين الرِّجال والنساء، وتعين على اجتناب الموبقات والبعدِ عن الفواحش المهلكات، رحمةً منه بهم، وصيانةً لأعراضهم وحمايةً لهم من خزي الدّنيا وعذاب الآخرة.فقد جاء في الإسلام ما يدلُّ على أنَّ الفتنة بالنِّساء إذا وقعت يترتَّب عليها من المفاسد والمضار ما لا يُدرك مداه ولا تُحمد عقباه.

روى البخاريُّ (رقم: 5096)، ومسلم (رقم: 2740) من حديث أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم- قال: «ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرِّجال من النِّساء»، وروى مسلم في "صحيحه" (رقم: 2742) عن أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم- قال: «فاتَّقوا الدُّنيا، واتَّقوا النِّساء، فإنَّ أوَّلَ فتنة بني إسرائيل كانتْ في النِّساء».

ومن يتأمَّل التاريخ على طول مداه يجد ذلك؛ فإنَّ من أكبر أسباب انهيار الحضارات، وتفكّك المجتمعات، وتحلّل الأخلاق، وفساد القيم، وفشو الجريمة هو: تبرُّج المرأة ومخالطتها للرجال، ومبالغتُها في الزِّينة والاختلاط، وخلوتُها مع الجانب، وارتيادُها للمنتديات والمجالس العامة وهي في أتمِّ زينتها، وأبهى حلَّتها، وأكمل تعطّرها، والإسلام لم يفرِض على المرأة الحجاب ولم يمنعها من تلك الأمور إلاَّ ليصونها عن الابتذال، وليحميها من التعرّض للرِّيبة والفحش، وليمنعها من الوقوع في الجريمة والفساد، وليكسوها بذلك حلَّة التّقوى والطّهارة والعفاف، فسدَّ بذلك كلَّ ذريعة تفضي إلى الفاحشة أو توقع في الرَّذيلة.

قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53]، وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [الأحزاب: 59]، وقال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].

روى الترمذي في "سننه" (رقم:1173) عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: «المرأةُ عورةٌ، فإذا خَرَجَت استشرَفَها الشيطان، وأقربُ ما تكون برَوحة ربِّها وهي في قعر بيتها».

وعن أم حميد السّاعديّة - رضي الله عنها - أنَّها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم-  فقالت: يا رسول الله! إنِّي أحبُّ الصلاةَ معك، فقال: «قد علمتُ أنَّكِ تحبِّين الصلاة معي، وصلاتُكِ في بيتكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في حُجرتكِ، وصلاتُكِ في حجرتكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في داركِ، وصلاتُكِ في داركِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في مسجد قومكِ، وصلاتُكِ في مسجد قومكِ خيرٌ لكِ من صلاتكِ في مسجدي»؛ أخرجه أحمد (6/371)، وابن خزيمة (رقم: 1689)، وابن حبان (رقم: 217).

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ صفوف النساء آخرها وشرُّها أولها»؛ أخرجه النسائي (2/93)، وابن ماجه (رقم: 1000).

كلُّ ذلك حفظًا للمرأة من الاختلاط بالرِّجال ومزاحمتهم، وهذا في حال العبادة والصّلاة التي يكون فيها المسلم أو المسلمة أبعد ما يكون عن وسوسة الشّيطان وإغوائه، فكيف إذًا بالأمر في الأسواق والأماكن العامة ونحو ذلك.

ونهى عمر بن الخطاب أن يطوف الرِّجال مع النساء، ولمَّا رأى معهنَّ رجلًا ضربه بالدِّرة؛ رواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1/252).

ولمَّا دخلت على عائشة - رضي الله عنها - مولاةٌ لها وقالت: يا أمَّ المؤمنين! طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الركن مرَّتين أو ثلاثًا، فقالت عائشة - رضي الله عنها -: "لا آجَرَكِ الله، لا آجَرَكِ الله، تُدافعين الرجال! ألا كبَّرتِ ومررتِ"؛ أخرجه الشافعي في "الأم" (2/172)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/81).

قالت لها ذلك مع أنَّها في أشرف مكانٍ وخيرِ بقعة ومكان طاعة، فكيف الأمر بمن تُزاحِم الرِّجال في الأسواق والأماكن العامة وهي في كامل زينتها وأجمل حليتها، ثمَّ إنَّ الإسلام إنَّما حرَّم على المرأة ذلك ومنعها منه حمايةً لها وللمجتمع كلِّه أن تنحلَّ أخلاقُه وتنفكَّ عُراه، كما قال ابن القيم - رحمه الله -: "ولا ريبَ أنَّ تمكين النساء من اختلاطهنَّ بالرجال أصلُ كلِّ بليةٍ وشرٍّ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنَّه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة، واختلاط الرجال بالنساء سببٌ لكثرة الفواحش والزنا، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة، ولّما اختلط البغايا بعسكر موسى، وفشَت فيهم الفاحشة، أرسل اللهُ عليهم الطاعون، فمات في يومٍ واحدٍ سبعون ألفًا، والقصةُ مشهورةٌ في كتب التفاسير، فمن أعظم أسباب الموت العام كثرةُ الزّنا، بسبب تمكين النِّساء من اختلاطهنَّ بالرجال، والمشي بينهم متبرِّجات ومتجمّلات، ولو علِمَ أولياءُ الأمر ما في ذلك من فساد الدُّنيا والرَّعيّة - قبل الدِّين - لكانوا أشدَّ شيءٍ منعًا لذلك". اهـ كلامه - رحمه الله - من "الطّرق الحكمية" (ص 281).

فنسأل الله الكريم أن يُصلِحَ بنات المسلمين ونساءهم، وأن يُجنِّبهنَّ كيدَ أعدائهنَّ، إنَّه سميع مجيب.

]]>
es.islamcenter@gmail.com (mona) المرأة في الإسلام Thu, 22 Nov 2012 07:28:15 +0000