Web Hits البعث بعد الموت، والحساب والجزاء على الأعمال، والجنة والنار
    

البعث بعد الموت، والحساب والجزاء على الأعمال، والجنة والنار

البعث بعد الموت، والحساب والجزاء على الأعمال، والجنة والنار

إذا عرفت – أيها العاقل – أن الله خلقك لعبادته؛ فاعلم أن الله أخبر في جميع كتبه التي أنزلها على رسله، بأنه سوف يبعثك حيًّا بعد الموت، وسيُجازيك على عملك في دار الجزاء بعد الموت، وذلك لأن الإنسان ينتقل بالموت من دار العمل والفناء – وهي هذه الحياة – إلى دار الجزاء والخلود، وهي ما بعد الموت، فإذا تمت المدة التي قدّر الله للإنسان أن يعيشها أمر الله ملك الموت فقبض روحه من جسده، فيموت بعدما يذوق مرارة الموت قبل خروج روحه من جسده.

أما الروح، فإن الله يجعلها في دار النعيم (الجنة) إن كانت مؤمنة بالله مُطيعة له؛ وإن كانت كافرة بالله، مكذبة بالبعث والجزاء بعد الموت، جعلها الله في دار العذاب (النار) حتى يأتي موعد نهاية الدنيا فتقوم الساعة، ويموت كل من بقي من الخلق، فلا يبقى إلا الله وحده، ثم يبعث الله الخلق كلهم – حتى الحيوان – ويعيد كل روح إلى جسدها بعدما يعيد الجسد كاملاً كما خلقه أول مرة. وذلك ليُحاسب الناس، ويجازيهم على أعمالهم، الذكر والأنثى، والرئيس المرؤوس، والغني والفقير، فلا يظلم أحدًا، ويقتص للمظلوم من ظالمه، حتى الحيوانات يقتص لها ممن يظلمها. ويقتص لبعضها من بعض. ثم يقول لها كوني ترابًا، لأنها لا تدخل جنة ولا نارًا.

ويجازي بني الإنسان والجن كُلاًّ بعمله، فيُدخل المؤمنين به، الذين أطاعوه، واتبعوا رسله الجنة؛ ولو كانوا أفقر الناس، ويدخل الكافرين المكذبين النار ولو كانوا أغنى الناس وأشرفهم في الدنيا. قال الله – تعالى -: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

والجنة: هي دار النعيم، فيها من أصناف النعيم ما لا يقدر أحد على وصفه، فيها مائة درجة، لكل درجة سكان، على قدر قوة إيمانهم بالله وطاعتهم له، وأقل درجة في الجنة يُعطى أهلها من النعيم مثل نعيم أنعم ملك في الدنيا سبعين مرة.

والنار: أعاذنا الله منها – هي دار العذاب في الآخرة بعد الموت، فيها من أصناف العذاب والنكال ما يهول ذكره القلوب، ويبكي العيون.

ولو كان الموت يوجد في الدار الآخرة لمات أهل النار بمجرد رؤيتها، ولكن الموت مرة واحدة ينتقل به الإنسان من الحياة الدنيا إلى الآخرة. وقد جاء في القرآن العظيم، الوصف الكامل للوت، والبعث والحساب، والجزاء، والجنة والنار، وفيما ذكرنا إشارة إليه.

والأدلة على البعث بعد الموت والحساب والجزاء كثيرة جدًّا قال الله – تعالى – في القرآن العظيم: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} [سورة طه، الآية: 55]. وقال الله – تعالى -: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [سورة يس، الآيتان: 78، 79]. وقال – تعالى -: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [سورة التغابن، الآية: 7].

المعنى الإجمالي للآيات:

يخبر الله – سبحانه وتعالى – في الآية الأولى: أنه خلق بني الإنسان من الأرض، وذلك حينما خلق أباهم آدم من تراب، ويُخبر أنه يُعيدهم فيها بعد الموت في القبور كرامة لهم، ويخبر أنه يخرجهم منها مرة أخرى، فيخرجون من قبورهم أحياء، من أولهم إلى آخرهم، فيحاسبهم الله ثم يُجازيهم.

وفي الآية الثانية: يردّ الله على الكافر المكذب بالبعث الذي يستغرب حياة العظام بعد فنائها. يردّ الله عليه، فيخبر أنه يُحييها؛ لأنه الذي أنشأها أول مرة من العدم.

وفي الآية الثالثة: يردّ الله على الكافرين المكذبين بالبعث بعد الموت زعمهم الفاسد، ويأمر رسوله أن يقسم لهم بالله قسمًا مؤكدًا، أن الله سوف يبعثهم، وسوف ينبئهم بما عملوا، ويجازيهم عليه، وأن ذلك يسير على الله.

وأخبر الله في آية أخرى، أنه إذا بعث المكذبين بالبعث والنار عذبهم في نار جهنم. وقيل لهم {ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ} [سورة السجدة، الآية: 20].

ضبط أعمال الإنسان وأقواله:

وقد أخبر – عز وجل – أنه قد علم ما سوف يقول كل إنسان ويعمل من خير أو شرّ سرًّا أو علانية، وأخبر أنه قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ عنده قبل أن يخلق السماوات والأرض والإنسان وغيره، وأخبر أنه مع هذا قد وكَّلَ بكل إنسان ملكين واحدًا عن يمينه، يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات، لا يفوتهما شيء، وأخبر الله – سبحانه – أن كل إنسان يُعطى يوم الحساب كتابه الذي كُتب فيه أقواله وأعماله، فيقرؤها لا ينكر منها شيئًا، ومن أنكر شيئًا أنطق الله سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، وجلده بجميع ما عمل.

وفي القرآن العظيم بيان ذلك بالتفصيل. قال الله – تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [سورة ق، الآية: 18]، وقال – تعالى -: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [سورة الانفطار، الآيات: 10-12].

شرح الآيات: يُخبر الله – سبحانه وتعالى – أنه وكّل بكل إنسان ملكين، واحدًا على يمينه رقيب يكتب حسناته، والآخر على شماله عتيد يكتب سيئاته، ويبر الله في الآيتين الأخيرتين أنه وَكَّلَ بالناس ملائكة كرامًا، يكتبون جميع أفعالهم وأخبر أنه جعل لهم القدرة على العلم بجميع أفعالهم، وكتابتها كما قد علمها وكتبها لديه في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم.

شهادة:

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، وأشهد أن الجنة حقّ؛ والنار حقّ؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور للحساب والجزاء؛ وأن كل ما أخبر الله به في كتابه أو على لسان رسوله حق. وأدعوك – أيها العاقل – إلى الإيمان بهذه الشهادة، وإعلانها، والعمل بمعناها. فهذا سبيل النجاة.

عزيزي الزائر .. للإستفادة من جميع موارد الموقع يجب توفر لديك البرامج التالية :

        

المتواجدون حالياً

حاليا يتواجد 14 زوار  على الموقع

إحصائيات الموقع

يحتوي الموقع على

أكثر من
800
مقال
 أكثر من1800
كتاب
 أكثر من3800
صوت
 أكثر من600
فديو

 

تسجيل الدخول