Web Hits من مقاصد الإسلام
    

من مقاصد الإسلام

من مقاصد الإسلام

للإسلام أهداف يرمي إليها بتعاليمه السمحاء وبأمر بالعمل من أجلها يتلخص جلها فيما يأتي:

1- السمو الروحي عن طريق تقوى الله تعالى ومحاسبة الضمير حيث يقول تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: 281].

2- الاعتصام بحبل الله حيث يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] وحبل الله دينه الإسلام.

3- المساواة التامة بين عموم الأفراد حيث يقول –صلى الله عليه وسلم-: «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى» {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]([1]).

4- الإخوة الصادقة القائمة على التوادد والتراحم حيث يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ويقول –صلى الله عليه وسلم- «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله»[رواه مسلم].

5- التعاون حيث يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] وحقيقة البر ما تضمنه الآية الكريمة وهي قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

6- القسط والعدالة العامة حيث يقول تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} [الأعراف: 29].

7- الإحسان حيث يقول تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] وقال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195].

8- الوحدة الشاملة في كل شيء في الدين واللغة والاتجاه والمقاصد والعادات والأخلاق والثقافة والتعليم والسياسة وكل ما من شأنه أن يجعل الأمة متضامنة متحدة اتحادًا وثيقًا لا انفصام له.

9- التزام الصدق في القول والإخلاص في القول والعمل والوفاء بالعهد والمحافظة على المواعيد والصبر على الشدائد والبر بالآباء وتوقير الكبير والعطف على الصغير مع التواضع والحلم والعناية باليتيم والفقير والمسكين.

10- الامتناع عن الغيبة والنميمة والحسد والخيانة والكذب والتجسس والغش في المعاملة والتطفيف في الميزان وغير ذلك من كل ما يؤدي إلى العداوة والبغضاء كالسكر والمعاملة بالربا.

11- الإسلام يدعو إلى كل الفضائل والمكرمات ويأمر بالعمل لتحصيل منافع الدنيا وكسب الرزق بشتى أنواع العمل المشروع كالتجارة والزراعة والصناعة والأخذ بأسباب القوة وإعداد العدة وما يكون موجبًا للعزة وإقرار السلام، ويحظ الناس على النظافة والزينة وجميع الطيبات ويدعوهم إلى البحث والتفكير في أسرار الكائنات وطبائع المخلوقات ويوجب تعميم التعليم للعلم النافع كعلم الأصول والعقائد والتفسير والحديث والفقه واللغة.

والإسلام لا ينهى إلا عن كل ما فيه ضرر بالعقل أو الجسم أو كان مناقضًا لما يرضي الله كما أنه ينهى عن الاعتداء على حقوق الغير أو الإساءة إليهم ويربأ بمعتنقيه من كل أمر فيه دناءة أو مساس بالشرف أو مدعاة للانحطاط والمنافاة، للأدب وعزة النفس وعلو الهمة.

هذا بعض ما يدعو إليه الإسلام من الفضائل والمبادئ فإليها ندعو جميع الأمم كما دعاهم الله سبحانه وتعالى إليها وبعث رسوله –صلى الله عليه وسلم- داعيًا إلى ذلك ومبشرًا للمطيع بالجنة ومنذرًا للعاصي بالنار. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46]([2]).
1- من محاسن الإسلام

لا شك أن الدين الإسلامي دين سماوي لم يكن لأمة من الأمم مثله ولا نزل على نبي من الأنبياء نظيره إذ هو دين عام مبين لأحوال المجتمع الإسلامي بل البشرية عامة وبه كمل نظام العالم فهو جامع شامل للمصالح الاجتماعية والأخلاقية، فإنه بين الأحوال الشخصية التي بين العبد وبين ربه من صلاة وزكاة وصوم وحج، وشرع نظافة البدن فأمر بغسل الجنابة والجمعة والعيدين.

أو بعضًا كالوضوء عند كل فريضة من الفرائض الخمس وشرع أمور الفطرة من ختان وقص شارب وتقليم أظفار ونتف إبط والسواك وحلق العانة، كما أرشدنا الإسلام إلى تجميل الثياب، وأن تكون على أحسن هيئة وأكملها، كما سن ذلك في الجمعة والعيدين. وهذب الأخلاق فأمر بالصدق في المعاملات والوفاء بالعقود والعهود والمواعيد.

وأوجب ترك الذنوب من زنى وخمر وغيبة وقذف وسعاية وشهادة زور وانحراف في الأحكام وتحريف لما أباح الله وحرم تغيير الأحكام عن وجهها وما أريد بها إلى غير ذلك وبالجملة فإن الدين الإسلامي جامع روابط الأمة الإسلامية بل هو حياتها تدوم بدوامه وتنعدم إذا انعدم وهو مفخرة من مفاخرها العظيمة ومن خصائصها.

حيث لم يكن لأمة من الأمم قبلنا مثله فلو أن المسلمين تمسكوا بأحكام الإسلام وتعاليم دينهم كما كان آباؤهم الأماجد لكانوا أرقى الأمم وأسعد الناس، ولكن لما انحرفوا وحرفوا تعاليم دينهم تنكبوا عن الصراط المستقيم.

وقد جعل الإسلام للفقراء حظًا في مال الأغنياء بالزكوات والكفارات لطفًا بهم وإحسانًا إليهم ورحمة بالأغنياء وتكرمة لهم وتحصينًا لأموالهم وشرع الإسلام الحج ليشهدوا منافع لهم فتتوافد إليه سائر الأمم الإسلامية ليحصل اجتماع عام لسائر الأمم التي تدين به لينتفع بعضهم من بعض من علومهم وأحوالهم ويحصل بذلك التعارف والتعاون والتآخي ولما في ذلك من إعانة أهل الحرمين الشريفين ليكونا مركزين عظيمين للإسلام.

وهذا بعض من مقاصد الحج، كما قد شرع الإسلام اجتماعات أخرى أصغر وأيسر في الجمع، والأعياد، وبين أحكام المعاملات من بيع وربا، ورهن وقرض وإجارة وشركات، ووكالات وحوالة وعارية وغيرها من المعاملات المالية التي تقتضيها القاعدة التي عليها مبنى علم الاجتماع البشري، وبين الإسلام كيف تقام البيوتات وتؤسس العائلات فندب إلى الزواج وحث عليه ورغب فيه.

وبين العقود التي تعتبر زواجًا ووضح شروطها من رضا وولي وشهود وغيرها وما خالف ذلك فهو سفاح أو قريب منه وأمر بسدل الحجاب للنساء صيانة للنسل وإبعادًا للمظنة، وراحة لكل ضمير، وبين أحكام الجنايات كالقصاص في النفس والطرف وما يشترط لذلك كما بين ما يلزم لحفظ المجتمع العام من نصب إمام وشروط استحقاقه للإمامة وما يجب له من الطاعة وما يجب عليه من المشورة والعمل بالشريعة وإقامة العدل بين أصناف الرعية، ثم إن الإسلام قسم السلطة فجعلها خططًا منها الفضاء فحدد للقاضي خطته من فصل الخصومات والنظر في أموال غير المرشد، والحجر على من يستوجبه إلى غير ذلك وبين خطة الشاهد كيف تحمل الشهادة وأدائها وممن تقبل وعلى من ترد وأمر بإثباتها وعدم كتمانها.

كما بين خطة المحتسب ثم بقية الخطط، وبين حكم من خرج عن طاعة الإمام بأن يقاتل حتى يفيء إلى أمر الله، وبين كيف تعامل الأمم الأجنبية فيما إذا وقع حرب معها، وفي حالة مسالمتها وأمر بتحسين الجوار، وإقامة الحدود على من أخاف السبيل وخالف ما أمرت به الشريعة، وبالجملة فقد استقصى هذا الدين الإسلامي العظيم جميع الشئون الاجتماعية وبينها أحسن بيان مما يعجز عن مثله عقلاء البشر حتى دخل مع الرجل في بيته.

وحكم بينه وبين امرأته وبين ما له عليها من الحقوق وما لها عليه من مثل ذلك، وبين ما عسى أن يقع بينهما من خلاف في المستقبل، كما حكم الإسلام بين الرجل وبين ولده وبينه وبين نفسه في حياته وبعد وفاته كأوقافه ووصاياه وما يصح منها وما لا يصح.

وقسم مواريثه وبين أحكام تغسيله وتكفينه ودفنه كل هذا لأجل أن تنتظم الحياة انتظامًا كاملاً ويعيش المسلم عيشة هنيئة منتظمة ليتمكن معها لإعداد الزاد ليوم المعاد والتأهب لما بعد الموت، فالدين الإسلامي نظام عام للمجتمع البشري الإسلامي، فإنه تام الأحكام ثابت المباني، دين سماوي لم يدع شاذة ولا فاذة إلا بينها أحسن بيان، ووضحها أتم إيضاح وما دخلت الأمم الكثيرة في الإسلام أفواجًا وأفواجًا واتسعت دائرة الإسلام فانتشرت الأمة الإسلامية مادة جناحها من نهر الفاتح في الهند شرقًا إلى أفريقيا ثم إلى أواسط أوروبا في زمن قليل إلا باحترام الحقوق والعمل بقواعد الإسلام والتسوية بين طبقات المسلمين ملكهم وصعلوكهم وصغيرهم وكبيرهم فيه على السواء.

فالأمة الإسلامية لا حياة لها ولا استقامة بدون التمسك بدينها والعمل بأوامره ونواهيه فهي دائمة بدوام دينها مضمحلة باضمحلاله ساقطة إذا أهملت تعاليم دينها القويم كما قال بعض أعداء المسلمين، فقد كانت الأمم تقتبس من قواعده وأصوله وتختاره على كثير من قوانينها الوضعية فانصف الإسلام كثير من عقلائهم واعترفوا بأن مدنية أوربا الحديثة لم تكن إلا بتعاليم الإسلام والأخذ بقواعده ومبانيه، قال بعض حكماء أوروبا ممن أنصف بأن نشأة مدينتها الحديثة، إنما كانت رشاشة، من نور الإسلام فاض عليها من الأندلس ومن صفحات الكتب التي أخذوها في حروبهم مع المسلمين في الغرب والشرق وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم([3]).



([1]) رواه البيهقي والطبراني بلفظ: "لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى"

([2]) من رسالة (جوهر الدين) تأليف عبد الحميد الخطيب.

([3]) من رسالة "توجيهات إسلامية" لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله تعالى (18-21).

عزيزي الزائر .. للإستفادة من جميع موارد الموقع يجب توفر لديك البرامج التالية :

        

المتواجدون حالياً

حاليا يتواجد 14 زوار  على الموقع

إحصائيات الموقع

يحتوي الموقع على

أكثر من
800
مقال
 أكثر من1800
كتاب
 أكثر من3800
صوت
 أكثر من600
فديو

 

تسجيل الدخول