الدروس المهمة لعامة الأمة (1)
الدرس الأول سورة الفاتحة وقصار السور
سورة الفاتحة وما أمكن من قصار السور ، من سورة الزلزلة إلى سورة الناس ، تلقينا ، وتصحيحًا للقراءة ، وتحفيظًا ، وشرحًا لما يجب فهمه .
بيان أركان الإسلام الخمسة ، وأولها وأعظمها : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله بشرح معانيها ، مع بيان شروط لا إله إلا الله ، ومعناها : (لا إله) نافيا جميع ما يعبد من دون الله ، (إلا الله) مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له . وأما شروط (لا إله إلا الله) فهي : العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك ، والإخلاص المنافي للشرك ، والصدق المنافي للكذب ، والمحبة المنافية للبغض ، والانقياد المنافي للشرك ، والقبول المنافي للرد ، والكفر بما يعبد من دون الله . وقد جمعت في البيتين الآتيين :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع وزيد ثامنها الكفران منك بما | محبة وانقياد والقبول لها سوى الإله من الأشياء قد ألها |
مع بيان شهادة أن محمدا رسول الله ، ومقتضاها : تصديقه فيما أخبر ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرعه الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. ثم يبين للطالب بقية أركان الإسلام الخمسة ، وهي: الصلاة ، والزكاة ، وصوم رمضان ، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
أركان الإيمان
وهي ستة : أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى.
الدرس الرابع أقسام التوحيد وأقسام الشرك
بيان أقسام التوحيد ، وهي ثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات.
أما توحيد الربوبية : فهو الإيمان بأن الله سبحانه الخالق لكل شيء ، والمتصرف في كل شيء ، لا شريك له في ذلك .
وأما توحيد الألوهية : فهو الإيمان بأن الله سبحانه هو المعبود بحق لا شريك له في ذلك ، وهو معنى لا إله إلا الله ، فإن معناها : لا معبود حق إلا الله ، فجميع العبادات من صلاة وصوم وغير ذلك يجب إخلاصها لله وحده ، ولا يجوز صرف شيء منها لغيره .
وأما توحيد الأسماء والصفات: فهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم ، أو الأحاديث الصحيحة من أسماء الله وصفاته ، وإثباتها لله وحده على الوجه اللائق به سبحانه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ؛ عملا بقول الله سبحانه : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } ([1]) [ الصمد : كاملة ] ، وقوله -عز وجل- {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ([2]) [ الشورى : 11 ] ، وقد جعلها بعض أهل العلم نوعين ، وأدخل توحيد الأسماء والصفات في توحيد الربوبية ، ولا مشاحة في ذلك ؛ لأن المقصود واضح في كلا التقسيمين .
وأقسام الشرك ثلاثة : شرك أكبر ، وشرك أصغر ، وشرك خفي .
فالشرك الأكبر : يوجب حبوط العمل والخلود في النار لمن مات عليه ، كما قال الله تعالى : {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ([3]) [ الأنعام : 88 ] ، وقال سبحانه : {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} ([4]) [ التوبة : 17 ] ، وأن من مات عليه فلن يغفر له ، والجنة عليه حرام ، كما قال الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ([5]) [ النساء : 48 ] ، وقال سبحانه : { إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ([6]) [ المائدة : 72 ] .
ومن أنواعه : دعاء الأموات ، والأصنام ، والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، والذبح لهم ، ونحو ذلك .
أما الشرك الأصغر : فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركا ، ولكنه ليس من جنس الشرك الأكبر؛ كالرياء في بعض الأعمال ، والحلف بغير الله ، وقول : ما شاء الله وشاء فلان ، ونحو ذلك ؛ لقول النبي – صلى الله عليه وسلم- {أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر} ([7]) فسئل عنه ، فقال : {الرياء} ([8]) رواه الإمام أحمد ، والطبراني ، والبيهقي ، عن محمود بن لبيد الأنصاري –رضى الله عنه- بإسناد جيد ، ورواه الطبراني بأسانيد جيدة ، عن محمود بن لبيد ، عن رافع بن خديج ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم- .
وقوله – صلى الله عليه وسلم- { من حلف بشيء دون الله ففد أشرك } ([9]) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ، عن عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- ورواه أبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال : {من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك} ([10]) وقوله – صلى الله عليه وسلم- {لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان} ([11]) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه .
وهذا النوع لا يوجب الردة ، ولا يوجب الخلود في النار ، ولكنه ينافي كمال التوحيد الواجب .
أما النوع الثالث : وهو الشرك الخفي ، فدليله قول النبي – صلى الله عليه وسلم- {ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه} ([12]) رواه الإمام أحمد في مسنده ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .
ويجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط :
أكبر وأصغر ، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما .
فيقع في الأكبر ، كشرك المنافقين ؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة ، ويتظاهرون بالإسلام رياء ، وخوفا على أنفسهم .
ويكون في الشرك الأصغر ، كالرياء ، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم ، وحديث أبي سعيد المذكور . والله ولي التوفيق .
ركن الإحسان ، وهو : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
السادس شروط الصلاة
وهي تسعة :
الإسلام ، والعقل ، والتمييز ، ورفع الحدث ، وإزالة النجاسة ، وستر العورة ، ودخول الوقت، واستقبال القبلة ، والنية.
وهي أربعة عشر :
القيام مع القدرة ، وتكبيرة الإحرام ، وقراءة الفاتحة ، والركوع ، والاعتدال بعد الركوع ، والسجود على الأعضاء السبعة ، والرفع منه ، والجلسة بين السجدتين ، والطمأنينة في جميع الأفعال ، والترتيب بين الأركان ، والتشهد الأخير ، والجلوس له ، والصلاة على النبى -صلى الله عليه وسلم- والتسليمتان .
الدرس الثامن واجبات الصلاة
وهي ثمانية :
جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام ، وقول : (سمع الله لمن حمده) للإمام والمنفرد ، ، وقول : (ربنا ولك الحمد) للكل ، وقول : (سبحان ربي العظيم) في الركوع ، وقول : (سبحان ربي الأعلى) في السجود ، وقول : (رب اغفر لي) بين السجدتين ، والتشهد الأول ، والجلوس له .
وهو أن يقول :
(التحيات لله ، والصلوات ، والطيبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد ألا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) .
ثم يصلي على النبي – صلى الله عليه وسلم- ويبارك عليه ، فيقول : (اللهم صل على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد ، وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) .
ثم يستعيذ بالله في التشهد الأخير من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال ، ثم يَتَخير من الدعاء ما شاء ، ولا سيما المأثور من ذلك ، ومنه :
(اللهم أَعِني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) .
أما في التشهد الأول فيقوم بعد الشهادتين إلى الثالثة في الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وإن صلى على النبي r فهو أفضل ؛ لعموم الأحاديث في ذلك ، ثم يقوم إلى الثالثة .
ومنها :
1- الاستفتاح .
2- جعل كف اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر حين القيام ، قبل الركوع وبعده .
3- رفع اليدين مضمومتي الأصابع ممدودة حذو المنكبين أو الأذنين عند التكبير الأول ، وعند الركوع ، والرفع منه ، وعند القيام من التشهد الأول إلى الثالثة .
4- ما زاد عن واحدة في تسبيح الركوع والسجود .
5- ما زاد على قول : (ربنا ولك الحمد) بعد القيام من الركوع ، وما زاد عن واحدة في الدعاء بالمغفرة بين السجدتين .
6- جعل الرأس حيال الظهر في الركوع .
7- مجافاة العضدين عن الجنبين ، والبطن عن الفخذين ، والفخذين عن الساقين في السجود .
8- رفع الذراعين عن الأرض حين السجود .
9- جلوس المصلي على رجله اليسرى مفروشة ، ونصب اليمنى في التشهد الأول وبين السجدتين .
10- التورك في التشهد الأخير في الرباعية والثلاثية وهو : الجلوس على مقعدته وجعل رجله اليسرى تحت اليمنى ونصب اليمنى .
11- الإشارة بالسبابة في التشهد الأول والثاني من حين جلس إلى نهاية التشهد وتحريكها عند الدعاء .
12- الصلاة والتبريك على محمد ، وآل محمد ، وعلى إبراهيم ، وآل إبراهيم في التشهد الأول .
13- الدعاء في التشهد الأخير .
14- الجهر بالقراءة في صلاة الفجر ، وصلاة الجمعة ، وصلاة العيدين ، والاستسقاء ، وفي الركعتين الأوليين من صلاة المغرب والعشاء .
15- الإسرار بالقراءة في الظهر ، والعصر ، وفي الثالثة من المغرب ، والأخيرتين من العشاء .
16- قراءة ما زاد عن الفاتحة من القرآن ، مع مراعاة بقية ما ورد من السنن في الصلاة سوى ما ذكرنا ، ومن ذلك : ما زاد على قول المصلي : (ربنا ولك الحمد) ، بعد الرفع من الركوع في حق الإمام ، والمأموم ، والمنفرد ، فإنه سنة ، ومن ذلك أيضا : وضع اليدين على الركبتين مفرجتي الأصابع حين الركوع .
الدرس الحادي عشر مبطلات الصلاة
وهي ثمانية :
1- الكلام العمد مع الذكر والعلم ، أما الناسي والجاهل فلا تبطل صلاته بذلك .
2- الضحك .
3- الأكل .
4- الشرب .
5- انكشاف العورة .
6- الانحراف الكثير عن جهة القبلة .
7- العبث الكثير المتوالي في الصلاة .
8- انتقاض الطهارة .
([1]) سورة الإخلاص آية : 1 - 4 .
([9]) البخاري الأيمان والنذور (6271) ، مسلم الأيمان (1646) ، الترمذي النذور والأيمان (1533) ، النسائي الأيمان والنذور (3764) ، أبو داود الأيمان والنذور (3249) ، ابن ماجه الكفارات (2094) ، أحمد (1/47) ، مالك النذور والأيمان (1037) ، الدارمي النذور والأيمان (2341) .
([10]) البخاري الأدب (5757) ، مسلم الأيمان (1646) ، الترمذي النذور والأيمان (1535) ، النسائي الأيمان والنذور (3766) ، أبو داود الأيمان والنذور (3251) ، ابن ماجه الكفارات (2094) ، أحمد (2/69) ، مالك النذور والأيمان (1037) ، الدارمي النذور والأيمان (2341) .